وفي حين كان عام 2020 عامًا صعبًا بالنسبة لمعظم الشركات، إلا أن بعض القطاعات حققت نجاحًا قويًا بفضل عوامل غير مسبوقة خلفتها جائحة كوفيد 19. ومن بين هذه القطاعات، برزت صناعة الأغذية والمشروبات (F&B) بشكل رئيسي، حيث شهدت طلبًا مرتفعًا خاصة في قطاع توصيل الطعام ومواد البقالة.
واليوم، ننظر إلى خمس شركات ناشئة مثيرة للاهتمام في الإمارات العربية المتحدة قد صنعت لنفسها اسمًا في مجال صناعة المأكولات والمشروبات.
كيتوبي (Kitopi)
كيتوبي ليست مجرد شركة ناشئة في هذه المرحلة، بل يجدر تصنيفها على أنها شركة متصاعدة الأعمال، لا سيما إذا ما أخذنا في الاعتبار مبلغ الـ 415 مليون دولار التي نجحت هذه الشركة في جمعها من خلال جولة التمويل للسلسلة (ج) الصيف الماضي، وبالتالي فإن هذه الشركة حديثة النشأة والتي تخطى تقييمها بالفعل حاجز البليون دولار قد أصبحت تمثل وجه صناعة "المطبخ السحابي" في الإمارات العربية المتحدة.
منذ بداية نشأتها في سنة 2018، توسعت شركة كيتوبي، والتي يرمز اسمها ل"المطبخ المثالي"، إلى ما يزيد على 200 علامة تجارية في أكثر من 60 موقعًا على مدار أكثر من 3 سنوات. وهي تتعاون مع المطاعم والعلامات التجارية للأغذية والمشروبات كي تمكنهم على توسيع نطاقهم من خلال مطابخها المتعددة، خلال فترات لا تزيد عن14 يومًا.
وعلى مر السنين، كان جزء كبير من الميزة التنافسية لهذه الشركة متمثلًا في امتلاكها لنظام تشغيل ذكي للمطبخ (SKOS)، وهو عبارة عن مجموعة من التطبيقات التي تعمل على تحسين أداء عمليات المطبخ السحابي بشكل آني. ويركز الحل على تقديم تجربة عميل رائعة عبر علامات تجارية متعددة في مطبخ واحد من خلال زيادة الكفاءة التشغيلية إلى أقصى حد.
وفي الآونة الأخيرة، استثمرت شركة "كيتوبي" في خمس مجموعات رئيسية للأغذية والمشروبات، وهي تخطط لاستثمار ما يصل إلى مليار دولار في أفضل العلامات التجارية للأطعمة التي تتعاون مع منصة التشغيل الخاصة بها خلال الأشهر الـ22 المقبلة.
مطبخ سويتهارت
تتطلع شركة "مطبخ سويتهارت"، و والتي هي شركة ناشئة أخرى للمطابخ السحابية مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى المنافسة في السوق الإقليمية. وبالنظر إلى أنه من المتوقع أن تنمو قيمة السوق العالمي للمطابخ السحابية إلى 71 مليار دولار بحلول عام 2027، فقد كنا لا ريب سنشهد ظهور أعداد متزايدة من الشركات الناشئة في هذا المجال تحاول الفوز بنصيب من حصة السوق قبل أن يصبح مشبعًا بشكل مفرط.
وبدعم من عملاق التوصيل الألماني "Delivery Hero"، فقد جمعت شركة مطبخ سويتهارت مبلغ 17.7 مليون دولار من جولة التمويل "ج" خلال عام 2020، ولديها حتى الآن أكثر من 15 وحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما أن هناك خطط لتوسيع علامتها التجارية في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك في بعض أجزاء من آسيا وربما حتى أمريكا اللاتينية في المستقبل.
تشاتفوود (ChatFood)
تعني الزيادة في طلبات توصيل الطعام أن هناك اعتمادًا أكبر على تطبيقات توصيل الطعام، وهو ما يؤدي بدوره إلى الاحتكاك المعتاد بين هذه التطبيقات وبين المطاعم التي تشتكي من رسوم العمولة المرتفعة.
وبالتالي فقد خطت "تشاتفوود" للتخفيف من هذه المشكلة، حيث تعمل هذه الشركة الناشئة على إعادة زمام عملية الطلب عبر الإنترنت إلى يدي المطاعم. وقد قامت بذلك عن طريق تحويل قنوات التواصل الاجتماعي وموقع الويب الخاص بالعلامات التجارية إلى نقاط بيع حقيقية، حيث يمكن للعملاء تصفح القوائم وطلب الطعام ومتابعة الطلبات وإجراء الاستفسارات. والأهم، أن الشركة تفعل ذلك من خلال تزويد المطاعم بنظام طلب مسهل مع ضمان عدم سداد أية رسوم عمولة.
ومع ضغوط مالية أقل على المطاعم، فإنها تصبح بدورها قادرة على تقديم صفقات أفضل ومكافآت ولاء للعملاء، وبالتالي فإن القيمة التي يقدمها هذا الحل من "تشاتفوود" تصل إلى جميع أصحاب المصلحة المعنيين.
هي-شيف (HeyChef)
على الرغم من أن الابتكارات في المأكولات والمشروبات الفريدة والمثيرة للاهتمام ليست غريبة على دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن ميزة منح العملاء القدرة على حجز طاه خاص بهم لطهي وجباتهم هي بالتـأكيد ميزة مبتكرة.
حيث أنه قد تم إطلاق "هي-شيف" في عام 2020، وهي أول شركة في المنطقة تقدم خدمة الطاه الشخصي عند طلب وعبر الانترنت.
وتقدم الشركة خدماتها على أسس يومية وأسبوعية وشهرية وهي تعتبر مثالية للحفلات والتجمعات والمناسبات التي تقيمها الشركات. حيث يتمتع كل شيف بخبرة في نوع معين من المأكولات، ولكن لديه أيضًا القدرة على التكيف وفقًا للأذواق المفضلة لعملائه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لدى الشيف القدرة على طهي الأطعمة الشعبية التي يطلبها العملاء.
وإن هذه الشركة الناشئة مستمرة في العمل منذ أكثر من عام، وهي تخدم أكثر من 500 عميل في دبي، وقد أكملت أكثر من 3000 حجز.
شركة ديليفيريكت (Deliverect)
وهي شركة ناشئة أخرى تعمل على حل التحديات المتعلقة بتطبيقات توصيل الطعام، حيث تقدم للمطاعم منصة إلكترونية قائمة على نقاط البيع (POS) توحد جميع الطلبات من تطبيقات توصيل الطعام المختلفة على منصة واحدة، مما يلغي الحاجة إلى إدخال الطلبات يدويًا وبالتالي تقلل من الأخطاء الناتجة جراء هذا.
وتؤمن شركة ديليفيريكت أنه يمكن التعامل مع بعض أكبر المشاكل التشغيلية المتعلقة بتوصيل الطعام والطلب عبر الإنترنت بسهولة عن طريق تحسين إدارة التسليم ودمج قنوات البيع عبر الإنترنت مع نظام نقاط البيع (POS) الخاص بالمطعم، وبالتالي فقد كان ذلك دافعًا وراء ابتكار الشركة لهذا الحل.