في أعقاب جولة من المنافسات القوية، وقع الاختيار على ثلاثة فرق للفوز بجائزة هاكاثون الشباب العربي، والتي قدمت أفكارًا مبتكرة وقابلة للتطوير من شأنها المساهمة في إحداث تغييرات إيجابية على البيئة. وكانت شركة بيبسيكو قد أطلقت برنامج ريادة الأعمال على مستوى المنطقة بالتعاون مع مركز الشباب العربي، بهدف جمع أفضل العقول الشابة القادرة على تطوير حلول مبتكرة لأهمّ التحديات البيئيّة لمجابهة آثار التغيّر المناخيّ على مجالات الزراعة والاقتصاد الدائري وأمن المياه والطّاقة المتجدّدة.
وانعقدت نهائيات هاكاثون الشباب العربي في مركز الشباب بمؤتمر الأطراف "كوب 28" بدبي، حيث جرى تقديم 15 حلًا مبتكرًا للتصدي لأزمة المناخ، بمشاركة فرق من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ولبنان.
وفاز فريق "جرين طاقة" من لبنان، ممثلًا بعفيف وهبي (31 عامًا) بالمركز الأول، لتطوير حلّ مبتكر لتحويل النفايات إلى طاقة، من خلال تحويل المواد العضوية إلى غاز الميثان الطبيعي النظيف، الذي يمكن استخدامه في توليد الكهرباء، وبالتالي توفير مصدر نظيف للطهي والتدفئة. وينتج عن هذه العملية منتج ثانوي مفيد هو عبارة عن سماد طبيعي يسهم في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة.
وحصل فريق Cropsense من السعودية على المركز الثاني لتطويره نظامًا يعمل بالذكاء الاصطناعي لتزويد المزارعين بالمعلومات الأساسية التي تسمح لهم باتخاذ قرارات مدروسة قائمة على البيانات. وقد قدم الشباب مرتضى النصار (27 عامًا) الفكرة، موضّحًا خبرات الفريق وقدرته على الابتكار، والتي كانت سببًا لفوزه بالمسابقة.
وأما المركز الثالث فكان من نصيب "Luxeed للروبوتات" من لبنان، وهي شركة تقنيات زراعية ناشئة في مرحلة التمويل الأولي، طرحت فكرتها غوادالونا الشاعر (26 عامًا)، وتوظف التقنيات الحديثة لإحداث نقلة نوعية في ممارسات الزراعة العضوية. وتعتمد فكرة المشروع على تبسيط الزراعة العضوية، وجعلها أكثر كفاءة وأقل كلفة، من خلال تمكين المزارعين من إنتاج المحاصيل من دون الحاجة لاستخدام المواد الكيماوية الضارة.
وستقدم مؤسسة بيبسيكو، وهي الذراع الخيري لشركة بيبسيكو، منحة بقيمة 30 ألف دولار للفائز بالمركز الأول، و20 ألف دولار للفائز بالمركز الثاني، و10 آلاف دولار للفائز بالمرتبة الثالثة، وذلك على شكل تمويل تأسيسي لدعم تطوير أفكارهم، إلى جانب فرصة المشاركة في برنامج حاضنة أعمال لمدة شهر كامل، لمساعدتهم على تطوير أفكارهم وابتكاراتهم وتطبيقها على أرض الواقع بما يضمن لهم تحقيق النجاح على المدى البعيد.
وقال يوجين ويليمسن، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو بإفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا: " يعد الابتكار الذي يقوده الشباب عاملاً أساسياً في إيجاد حلول لقضية مهمة، تمثل أولوية بالنسبة للجميع اليوم، وهي إيجاد حلول أكثر استدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية في كوكبنا. أعلنّا عن إطلاق هاكاثون الشباب العربي على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف ’كوب 27‘ في مصر العام الماضي، وها نحن نحصد ثمار هذا العمل بعد مرور عام واحد في مؤتمر الأطراف ’كوب 28‘، من خلال إشراك رواد الأعمال الشباب وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس عبر أكبر مسابقة هاكاثون للشباب في المنطقة. يمتلك الشباب قدرات كبيرة من شأنها طرح أفكار وحلول جديدة للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة، وأيضًا إثراء الحوار حول أهمية العمل المناخي، وهذه أحد الجوانب الرئيسية التي يركز عليها مؤتمر الأطراف ’كوب 28‘ في دبي. وإن نجاح هاكاثون الشباب العربي هو نتيجة توحيد جهود عدة أجيال وعدة قطاعات، ونتمنى بأن يشكل نقطة البداية لترسيخ مكانة المنطقة كمركز للابتكار يقوده صُناع التغيير الشباب".
من جانبها قالت هيا الأسير، قائد فريق المشاريع في مركز الشباب العربي: "كان من الرائع والملهم التعامل مع الشباب وفهم أفكارهم، ومن ثم مساعدتهم على تطويرها لرؤى نافذة وقابلة للتحقيق. ونتمنى أن تتحول الأفكار الفائزة بجائزة هاكاثون الشباب العربي إلى منارات تضيء الطريق نحو تحقيق التغيير المطلوب وبناء مستقبل مستدام".
وصرّح سينا عميدي، الشريك الإداري لدى منصة Plug and Play:" "أطلقنا هذه المبادرة الفريدة العام الماضي على هامش مؤتمر الأطراف كوب 27، حين أعلن شركاؤنا من شركة بيبسيكو ومؤسسة بيبسيكو ومركز الشباب العربي عن إطلاق مسابقة تقنية معنية بالمناخ على مستوى المنطقة للمساعدة في تطوير حلول إقليمية وطرحها على مستوى عالمي. وأعتقد بأن هذا التنوع هو ما يميز هاكاثون الشباب العربي. أتوجه بالتهنئة للفرق الثلاثة الفائزة ولجميع المشاركين في المسابقة من الأسواق الخمسة على الحلول المبتكرة التي طرحوها. نحن فخورون بتقديم الدعم لشركائنا ولجميع الفرق الثلاثة الفائزة، جرين طاقة وCropsense وLuxeed للروبوتات، ونرحب بانضمامهم إلى منصتنا العالمية المفتوحة للابتكار".
وعلى مدار ثلاثة أشهر، جرى تنظيم المعسكرات التدريبية الخاصة بهاكاثون الشباب العربي بالتعاون مع الشركاء في خمسة مدن عربية، وخضع المتسابقون المتأهلون، الذين زاد عددهم عن 400 فرقة مشاركة، لتدريبات مكثفة وشاركوا في ورش عمل مخصصة تحت إشراف نخبة من الخبراء. وتم تقييم المشاركات استناداً إلى توافقها مع معايير الاستدامة وقدرتها على الحد من انبعاثات الكربون، ومدى تأثيرها على المجالات الرئيسية الأربعة للمسابقة، وهي: المياه، الزراعة، المناخ، الاقتصاد الدائري.
حدد مؤتمر الأطراف "كوب 28" أهدافًا طموحة لتوحيد الجهود العالمية وإحداث تغيير فعلي في العمل المناخي، وإن مبادرات القطاع الخاص، لا سيما التي يشارك فيها الشباب، تسهم في تحقيق أهداف المؤتمر العالمي الأكبر في مجال العمل المناخي. ويعتبر هاكاثون الشباب العربي إحدى المبادرات المهمة التي ستسهم في تمهيد الطريق أمام الجيل المقبل من المبتكرين للمساهمة بشكل فاعل في العمل المناخي، من خلال تقديم الدعم لاختراعاتهم وحلولهم من قبل مؤسسات كبرى مثل شركة بيبسيكو، وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص. وقد حظى الهاكاثون بدعم العديد من المؤسسات والهيئات الرائدة من المنطقة، والتي تعاونت عن كثب مع شركة بيبسيكو ومركز الشباب العربي من أجل تحديد المواهب الواعدة وتوفير الإرشاد والدعم اللازم لتطوير حلولهم. ومن بين هي المؤسسات منصة Plug and Play العالمية المتخصصة بتسريع الابتكار عبر شبكة واسعة من المسرعات، والمؤسسات الرائدة عالميًا وشركات رأس المال الاستثماري، التي قدمت خبراتها للمساعدة في تنظيم البرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.