مع استمرار قطاع الأزياء في النمو والتطور، يستمر بالمثل الحديث حول الاستدامة وتأثير اختيارات المستهلكين لدينا. وفي السنوات الأخيرة، فقد لجأ المزيد والمزيد من الأفراد إلى أزياء التوفير كوسيلة ليس فقط لتوفير المال ولكن أيضًا لتقليل بصمتهم البيئية والتعبير عن أسلوبهم الفريد.
إن أزياء التوفير، والمعروفة أيضًا باسم "التسوق من سوق المستعمل"، هي ممارسة شراء الملابس والإكسسوارات من متاجر التوفير والمتاجر العتيقة والأسواق عبر الإنترنت.
وإن إحدى هذه المنصات التي تعج بالنشاط وتلفت الانتباه بشدة في الآونة الأخيرة هي بازارا، وهي متجر للأزياء المراد إعادة بيعها. حيث قدمت أليسا ماريانو، الشريك المؤسس لشركة بازارا، شرحا عن عمليات المنصة، وسلطت الضوء على قاعدة مستخدميها الرائعة وعلى نموها.
أليسا ماريانو ، الشريك المؤسس لشركة بازارا
وفقًا لماريانو، تضم بازارا حاليًا أكثر من 20,000 مستخدم مسجل، أما القائمة الحالية لمعروضاتها فهي تحتوي على أكثر من 25,000 منتج. وإن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو معدل نمو طلبات المنصة، حيث تتزايد الطلبات بنسبة تتراوح ما بين 60 % و 70 % في المتوسط.
الميزة البازاراية
الشيء الرائع في بازارا هو أن أي شخص يقوم بالتسجيل في التطبيق يصبح بائعًا تلقائيًا. وعند إدراج غرض ما من الأزياء المستعملة للبيع أونلاين، فيمكن للبائعين تحميل صورتين للغرض الذي يريدون بيعه مع وصف موجز. كما يمكنهم أيضًا تحديد سعر لكل غرض، بما في ذلك هامش الربح الخاص بهم. ثم تضيف بازارا رسوم المعاملات ورسوم البريد السريع المطبقة للوصول إلى التكلفة النهائية للغرض. وهذا السعر النهائي هو السعر الوحيد المدرج للمشتري المحتمل، مما يجعل عملية الشراء شفافة وخالية من المتاعب.
كيف تعمل هذه المنصة؟
عندما يتعلق الأمر بالشراء والبيع على منصة بازارا لإعادة البيع من نظير إلى نظير، فإن العملية واضحة وآمنة. فبمجرد إدراج الغرض مع التكلفة النهائية، يكون متاحًا للشراء عبر الإنترنت للمشترين المحتملين. وعند تقديم طلب مبيعات، يكون أمام البائع 48 ساعة لقبول عملية البيع.
وعند القبول، يقوم الناقل تلقائيًا باستلام الغرض من البائع، حيث يتم تسليمه إلى المشتري.
وفي الظروف العادية، تتم المعاملة بالكامل في غضون يومين. ولضمان معاملة آمنة، تقوم بازارا باحتجاز مصرح به مسبقًا لبطاقة المشتري، ولا يتم تحصيل الرسوم من البطاقة إلا عند تسليم الغرض للمستخدم، حيث يتم تمرير المبلغ المستحق إلى حساب البائع.
ويكمن جمال منصة بازارا في أن المشترين والبائعين ليسوا مضطرين للتعامل مع أشخاص عشوائيين لتبادل الملابس. حيث يأتي الناقل لاستلام وتسليم الغرض، مما يضمن أن العملية آمنة ومريحة لجميع الأطراف المعنية.
الإلهام
وفقًا لماريانو، وُلدت فكرة المنصة بدافع الضرورة. فعندما انتقلت من الولايات المتحدة إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2017، وجدت أنه لا توجد تطبيقات متاحة لبيع وشراء الملابس والإكسسوارات التي كانت هي تحبها في السابق، مما أدى إلى تراكم هائل للأغراض في دولاب ملابسها.
"لقد كانت المنصات الاعتيادية مثل OLX و Facebook Marketplace متاحة كخيارات، إلا أنني سرعان ما وجدت أن استخدام هذه المنصات يمثل تحديات كبيرة بسبب التفاعلات الشخصية والتداول الملموس باليد للنقود. ونتيجة لذلك، فقد بدأنا في استكشاف فكرة إنشاء منصة أكثر انسيابية وأمانًا لبيع وشراء الأزياء المستعملة. وهذه هي الطريقة التي نشأت بها بازارا".
وبالنظر لأنها كانت ترغب منذ فترة طويلة في أن تصبح رائدة أعمال وعندها شغف بالعمل لحسبها الخاص، فقد قامت ماريانو أخيرًا بإنشاء منصة بازارا في عام 2021. ومنذ ذلك الحين، اكتسبت المنصة شعبية كبيرة بين عشاق الموضة الذين يبحثون عن طريقة مستدامة ومريحة لشراء وبيع الأزياء المحبوبة مسبقًا.
التحديات اليوم
لم تكن هناك عقبات كبيرة أمام بازارا من الناحية التنظيمية، حيث أن بيع وشراء الأغراض المستعملة مسموح به. ومع ذلك، فقد واجه فريق العمل تحديًا متمثلًا في تثقيف الناس حول فوائد شراء وبيع الأزياء المحبوبة مسبقًا.
ويتكون سوق بازارا المستهدف بشكل أساسي من جيل الألفية وجيل Z، الذين أظهروا تفضيلًا قويًا للتسوق من الأزياء المستعملة، حيث تدرك هذه الأجيال الشابة بشكل متزايد التأثير البيئي للأزياء السريعة وتبحث عن بدائل أكثر استدامة.
خطة العمل
اعتمدت الشركة في البداية على الموارد الذاتية واستثمار من مستثمر رئيسي لتأسيس نفسها، مع اثنين من المستثمرين الملاك ساهموا أيضًا في تكوينها. ويمثل جمهور الشباب النشط على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي تعتقد الشركة بإمكانية تأثره بالتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الشريحة السكانية المستهدفة للمنصة.
وتركز بازارا حاليًا على تغيير العلامة التجارية وتطوير إصدار ثان من تطبيقها، والذي سيكون أسهل في الاستخدام ويتميز بالعديد من التحسينات الجديدة. وتخطط الشركة أيضًا للتوسع في المملكة العربية السعودية بمجرد إطلاق التطبيق الجديد، بعد أن قامت بالفعل بتغطية كاملة لسوق الإمارات العربية المتحدة.
وبعد إتمام جولة تمويل جديدة، تخطط بازارا لاستخدام الأموال لتوسيع منصتها وتنمية قاعدة مستخدميها. كما أن الاستثمار في التسويق وتوسيع فريق العمل لتحسين تجربة المستخدم وزيادة مشاركة العملاء سيكون على رأس قائمة الأولويات لبازارا.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط بازارا لتعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية لدعم قاعدة مستخدميها المتنامية وتحسين أداء منصتها. كما تهدف الشركة أيضًا إلى التوسع في أسواق جديدة وزيادة عروضها بما يتجاوز إعادة بيع الأزياء.
في عالم تهيمن فيه الموضة السريعة على السوق، تعد أزياء التوفير بديلاً منعشًا يعزز الاستدامة والخصوصية الشخصية والقدرة على تحمل التكاليف، حيث تعمل متاجر الأونلاين أمثال بازارا على إحداث ثورة في تجربة العملاء مع مواكبة الاتجاهات.
ومن خلال تبني التسوق من المستعمل، يمكننا تقليل تأثيرنا السلبي على البيئة وخلق ثقافة أزياء أكثر وعيًا وإبداعًا.