ما الذي جعلك تدرك أن هناك حاجة لشركة مثل Digital Energy؟
بما أن معظم عملي كان في مجال صناعة النفط، وكذلك أيضًا في شركة الأبحاث جارتنر، حيث كنت أقود أعمال الطاقة الهيدروكربونية، فقد رأيت الافتقار إلى الشفافية، والسيطرة المجزأة، والكثير من الهدر.
ولم يكن تحسين استخدام الطاقة يمثل تاريخيًا أولوية على الإطلاق في العديد من الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة في قطاعات النفط والغاز، والتصنيع، والبناء، والمطارات، وما إلى ذلك. ولم يكن أحد يركز على الانتفاع بالتكنولوجيا الرقمية لتحسين استخدام الطاقة وتحسين كفاءتها. لذا، كانت هناك فرصة هائلة.
ما الحل الذي تقترحه لمشكلة هدر الطاقة؟
نحن نركز على ما نسميه "الملاحقة والتتبع والتحسين". أما "ملاحقة البيانات" فيعني القياس وتسجيل البيانات والتحقق منها لضمان حصولنا على مجموعات من البيانات ذات جودة عالية؛ وأما "التتبع" فهو استخدام التحليلات لإجراء تحليلات معيارية مرجعية على الأنشطة التي تمارسها المؤسسة بحيث يمكن قياس نتائج هذه الأنشطة بإزاء معايير الطاقة والانبعاثات، وتحسين العرض والطلب على الطاقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدينا. تعتبر أودين Odin منصتنا الشاملة لوضع التصورات وحساب استهلاك الطاقة للمحركات القائم على الذكاء الاصطناعي.
يمكن الجمع بين كل ما سبق من جهة وعلوم الاقتصاد البيئي من جهة أخرى وذلك لربط الاستراتيجيات التجارية لعملائنا بممارسات الاستدامة التي هم بحاجة إلى تنفيذها، حيث تكافح العديد من المنظمات لتحديد خطط الاستدامة الصحيحة التي لن تزيد من تكاليفها وتضر بأعمالها، حيث أنهم بحاجة إلى توحيد مؤشرات الأداء. وباستخدام تحليلاتنا وادوات الذكاء الاصطناعي الخاص بنا، فقد أصبحنا قادرين على إيجاد التوازن الدقيق الذي يناسب هذه الشركات.
ولهذا السبب فإن حلولنا مخصصة؛ حيث أن هناك جانب استشاري لنشاطنا التجاري.
فعلى سبيل المثال، قمنا للتو بتطوير حل مع أحد عملائنا في أوروبا لأول نظام دائري في العالم للفولاذ. حيث تخبرهم منصتنا بكيفية تحسين إنتاج الصلب بأقل الانبعاثات، أو أقل تكلفة، أو أقصر وقت، وتحليل مئات المؤشرات والعوامل، بما في ذلك النقل، والسعة، واختيار المقاولين من الباطن، وما إلى ذلك، ووضع خطة تنفيذ كاملة في 0.17 ثانية فقط.
أنت تقترح طريقة مختلفة وأكثر شمولية للنظر إلى استخدام الطاقة. كيف يستقبل عملاؤك هذا النهج الجديد؟
إن منصتنا منصة كبيرة، والحقيقة أن الأمر قد يستغرق في بعض الأحيان عامين كاملين لإجراء التحسين والتحول على نطاق واسع - وهذا أمر مقلق لبعض العملاء.
لذلك، فنحن نأخذ العملاء معنا في هذه الرحلة الرقمية، ونوضح لهم أنهم بحاجة إلى الحصول على البيانات الصحيحة، وقياس أشياء الصحيحة، وأن يكون لديهم الإطار التحليلي الصحيح لإجراء الحسابات الصحيحة. ويمكن لتوفيرات الطاقة التي سيحققونها أن تؤدي إلى تمويل برنامج التحول بأكمله، في حين أن التأثير البيئي سيضيف قيمة على الفور.
من هم عملاؤك النموذجيون؟
نحن نعمل مع أي شركة تستهلك الطاقة بكثافة، مما يعني وجود حركة للأشخاص و/أو المواد على نطاق واسع. ومن بين عملائنا اليوم شركة موانئ دبي العالمية؛ وشركة سوميتومو، مزود المعادن؛ وشركة تنمية نفط عمان؛ ودراجون للنفط - وهي ذراع التنقيب والإنتاج لشركة إينوك ...
ما هو نموذج عملك؟
لدينا نظام بيئي متكامل من الشركاء: شركاء التكنولوجيا، وشركاء المعرفة، وشركاء التنفيذ – وهم من يجلبون لنا العملاء. بعد ذلك، لدينا مصدران للإيرادات: أولًا، نأخذ المؤسسات معنا في رحلة الرقمنة ونبني ذكاءً اصطناعيًا مخصصًا لهم؛ وبعد ذلك، نقوم بتحصيل رسوم ترخيص للحل الذي نقدمه.
كيف تصف مسار النمو الخاص بك؟
لقد بدأنا بشخص واحد وأصبحنا الآن حوالي 24 شخصًا، لذلك كان مسار نمونا كبيرًا جدًا - ولم يكن هناك أي تمويل خارجي.
وعندما نتحدث عن تحسين استخدام الطاقة والاستدامة، فهناك إمكانات هائلة أمامنا ونحن في وضع جيد كمؤسسة، كما أننا ماهرون جدًا في الاستعداد للمستقبل، حيث نحدد الاتجاهات الكلية المهمة ونخطط لها مع عملائنا؛ كما أننا جيدون للغاية في تحصيل القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية؛ ولأننا شركة ناشئة، فنحن مرنون للغاية وقابلون للتكيف في نهجنا.
حتى أن تحدينا الحالي يكمن أحيانًا في أننا قد نكون متقدمين على السوق بخمس سنوات.
ما هي الخطوات التالية للشركة؟
على الصعيد التجاري، نتطلع إلى المضي قدمًا نحو تمكين المنظمات والهيئات التدويرية التي تتجاوز أنشطتها مسألة الطاقة والانبعاثات لتشمل أنواعًا أخرى من النفايات.
وعلى الجانب التكنولوجي، فنحن نعمل على مفاهيم مثيرة للاهتمام للغاية حول دمج الذكاء الاصطناعي في بعض الجامعات، حيث تتحدث نماذج الذكاء الاصطناعي مع بعضها البعض بشكل متناغم، مع وجود البشر في هذه الدائرة.
ومن ناحية التوسع، فإن أوروبا هي خطوتنا التالية. ونحن نبحث عن أول استثمار خارجي لنا للمساعدة في تعزيز ذلك.
إنك لم يسبق لك إطلاق أية شركات من قبل ... فما الذي جعلك تأخذ هذه القفزة الإيمانية الكبيرة؟!
لقد كانت رغبة داخلية. كان هناك شيء بداخلي يخبرني أنني بحاجة للقيام بذلك، وأنها لن تكون مهمة سهلة وسريعة، لذا من الأفضل أن أبدأ الآن وإلا فلن أتمكن من فعل ذلك أبدًا. كما أنني (منذ أن أنشأت هذه الشركة) لم يسبق لي أن استيقظت في الصباح إلا وأنا أشعر بالكثير من الحماس تجاه ما أفعله، مع أنه ليس سهلًا على الاطلاق.
الأمر أشبه بأن يتم إسقاطك من طائرة هليكوبتر في الغابة: فأنت وحدك وعليك البقاء على قيد الحياة. وهو شيء لا يمكن لأي درجة ماجستير في إدارة الأعمال أن تعلمك إياه