عندما تحول جزء كبير من سكان العالم إلى العمل بوظائف بالمؤسسات والشركات في خمسينيات القرن الماضي، فقد أصبحت النموذج السائد لدفع الرواتب بالنسبة للعديد من الموظفين هو نموذج الدفع على أساس شهري، حيث ظل هذا النموذج جزءًا أساسيًا من عالم الشركات حتى يومنا هذا.
ومن السهل رؤية السبب وراء ذلك. إذ أن تخصيص نهاية كل شهر كوقت ثابت لدفع الرواتب يسهل من مهمة فريق إعداد كشوف الرواتب ويقلل من التكاليف على الشركة، كما يسهل التنبؤ بالتدفقات النقدية وإدارتها. ومع ذلك، لكن كل هذه العوامل تصب في مصلحة صاحب العمل، وليس الموظف الذي يمثل الحلقة الأضعف، والذي غالبًا ما يتعين عليه التعامل مع مدفوعات غير متوقعة، مثل حالات الطوارئ الطبية.
ولقد قامت شركة FlexxPay، وهي شركة ناشئة للتمويل البديل مقرها الإمارات العربية المتحدة، بتقديم حل بشأن هذا الموضوع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حيث أن الشركة المذكورة تقدم حلًا سحابيًا قابل للتعامل بسلاسة مع نظم كشوفات رواتب أصحاب الأعمال، مما يسمح للموظفين بسحب جزء من رواتبهم قبل نهاية الشهر، بما يساوي ما استحقوه حتى تاريخ السحب. فعلى سبيل المثال، مع بدء الأسبوع الثالث من الشهر، يكون الموظف قد استحق بشكل أساسي نصف راتبه الشهري، وبالتالي يمكنه أن يطلب سحب 50٪ من قيمة راتبه الشهري النهائي بحلول ذلك الوقت، ليتم دفعه من قبل صاحب العمل، مقابل رسوم معاملة ثابتة صغيرة تذهب إلى FlexxPay.
ويندرج هذا النموذج تحت بند الخدمات المالية الخاصة بتسهيل "الوصول إلى الرواتب المستحقة" (أو EWA). ويشهد هذا النموذج زيادة كبيرة في الشعبية في جميع أنحاء العالم، حيث توفر المزيد من الشركات الناشئة للموظفين طرقًا للوصول إلى أموالهم المستحقة قبل حلول دورة كشف الرواتب التالية. كما أن هناك فوائد تعود على صاحب العمل أيضًا جراء ذلك بالطبع، حيث أن الشركات التي تسمح بنموذج EWA يكون لديها موظفين أكثر تحفيزًا، وتقوم بالتبليغ عن حالات غياب أقل لهم، وهي تكون أكثر جاذبية للتعيينات المحتملة. وأخيرًا، فإن الوصول المبكر إلى الرواتب يفيد حتى الاقتصاد الوطني.
وقد تحدثت منصة أبوظبي للأعمال مع مايكل تروشلر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة FlexxPay، لمعرفة المزيد عن الحلول المبتكرة لشركته، ورحلته الريادية حتى الآن.
مايكل تروشلر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة FlexxPay
كيف جاءت فكرة FlexxPay؟ هل نبعت من تجربة شخصية؟
إن FlexxPay هي بمثابة حل لمشكلة واقعية قمنا بتحديدها، وهي: أن أكثر من 50٪ من القوى العاملة يعيشون من الراتب إلى الراتب، حيث يكونون غير قادرين على تغطية النفقات غير المتوقعة التي تظهر خلال فترة الشهر. وبالنسبة للكثيرين منهم، فإن هذا يعني تفويت بعض وجبات الطعام اليومية، أو بيع الممتلكات الشخصية، أو القيام بأي أعمال إضافية متاحة لتوفير لقمة العيش، أو اتخاذ تدابير تقشفية شديدة.
إن هذه المشكلة تتطلب حلًا. وهذا هو سبب قيامنا بما نقوم به. حيث أننا نقوم بإصلاح مشكلة دورية الأجور من جذورها وذلك من خلال تزويد الشركات وموظفيها بمنصة دفع فورية، والتي نقوم من خلالها بتمكين أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها للوصول إلى أجزاء من رواتبهم المستحقة بالفعل متى احتاجوا إليها.
وبالنسبة لأصحاب وأرباب العمل، فإن كون الموظفين يكافحون ويعانون تحت هذا المستوى من الإجهاد المالي يستحيل أن يكون جيدًا بالنسبة لإنتاجيتهم ومستوى تحفيزهم. وهو ما يعني أن الشركات لديها الحافز أيضًا لتقديم حل FlexxPay لموظفيها، لكي تعمل ببساطة على تحسين إنتاجية ورفاهية الموظفين.
على ماذا كان تركيز الفريق المؤسس لـFlexxPay خلال أيامها الأولى؟ وما هي التحديات التي قمتم بمواجهتها في البدء؟
كان تركيزنا الأولي على بناء المنتج ومبيعات B2B، وقد كان التحدي الرئيسي وما زال هو دورة المبيعات، أي الوقت المستغرق للفوز بشركة جديدة ، حيث أن الكثير من أعمال المتابعة كان مطلوبًا. وبصفتنا المحرك الأول في هذا السوق، فقد كان علينا توعية صانعي القرار بما يعنيه وجود موظفين مجهدين ماليًا في الشركة (كخسارة الإنتاجية، وانخفاض معدلات الاحتفاظ بالموظفين، وفقدان الحافز، إلخ). كما أنه في أي وقت يدخل مفهوم جديد إلى السوق، فإن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يعتاد الناس على الفكرة ويدركون مدى الاستفادة منها.
ولقد قمنا بالتركيز كثيرًا على مديري الموارد البشرية الذين يمكنهم رؤية قيمة منتجنا بصدق، سواء من حيث تحسين رفاهية الموظفين، ولكن أيضًا كطريقة لتقليل عبء العمل الخاص بهؤلاء المدراء.
بالنسبة للجانب المالي للأمور: كيف يعمل السحب المبكر لأموال الرواتب بالضبط وكيف تحقق FlexxPay الإيرادات جراء ذلك؟
يستخدم موظفو الشركات المسجلة تطبيق FlexxPay لطلب الوصول إلى الراتب. ويقوم التطبيق بعرض مقدار الأموال المتاحة للموظف. وبنقرات قليلة، يكون الموظف قد أتم المعاملة على التطبيق. حيث يتم إرسال الأموال مباشرة إلى الحساب المصرفي للموظف، بطريقة متوافقة مع نظام حماية الأجور. كما أن العرض متوافق أيضًا مع ضوابط الشريعة الإسلامية. وتقوم FlexxPay بأخذ رسوم ثابتة لكل معاملة، بغض النظر عن المبلغ المطلوب. ولا يتم تحصيل أي فوائد.
من خلال إنشاء FlexxPay، فإنكم تكونون قد قمتم بمعالجة مشكلة كانت موجودة منذ عقود في العالم المهني، حيث لم يكن ممكنًا لمعظم الموظفين الوصول إلى الأموال التي كانوا يكسبونها بشكل تدريجي إلا عند نهاية الشهر ... فهل تعتقدون أن هناك ثمة بديلًا للطريقة التي تتم بها الأمور اليوم؟
نعم، إن التكنولوجيا تسمح بهذا التغيير. فمع FlexxPay، يمكن للموظفين معرفة ما كسبوه بالفعل والوصول إليه على الفور.
إلى جانب تخفيف الضغوط المالية على الموظفين وتحسين الإنتاجية داخل الشركات، فقد قمتم سابقًا بمناقشة التأثير الاقتصادي الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التوزيع المبكر للرواتب، من خلال ما سميتموه ب"تأثير مضاعف الأموال" ... فهل يمكنكم مشاركتنا المزيد من الأفكار حول هذا الموضوع، لا سيما بالنظر إلى أن FlexxPay موجودة منذ ما يقرب من 4 سنوات؟
تتمثل رؤيتنا في أن كل شركة في الدولة يمكنها تقديم ميزة مثل FlexxPay لموظفيها. وهو ما يعني أن الموظفين سيحصلون على رواتبهم في وقت مبكر، وإنفاقها و/ أو إحضارها إلى البنوك التي يمكنها بعد ذلك إقراض هذه الأموال للآخرين. ونظرًا لأن البنوك لا يتعين عليها الاحتفاظ إلا بنسبة معينة من الأموال المودعة لديها، فإنه يمكنها إقراض العديد من ودائعها للآخرين. وبالتالي فبهذا الشكل، نجد أن الأموال ستدخل اقتصاد البلد بشكل أسرع مما كان ممكنًا لو لم يكن حل FlexxPay موجودًا.
منذ إطلاق الشركة في عام 2018، كيف تطورت خدماتك؟
لقد تغير نموذجنا التجاري خلال رحلتنا، شأننا في ذلك شأن معظم الشركات الناشئة. حيث نقوم اليوم بالتركيز على تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات الرقمية للمؤسسات والشركات المالية. ويشمل ذلك حل لكشوف الرواتب مصنف بالعلامة البيضاء (أي: قابل للبيع من قبل شركات أخرى تحت علامتها التجارية الخاصة)، وحل القروض الصغيرة والتأمينات الصغيرة، إلى جانب الوصول المبكر للأجور/الرواتب.
هناك طلب كبير بين المؤسسات المالية لتقديم المنتجات الرقمية لعملائها، حيث يمكن لشركة FlexxPay توفير هذه المنتجات. كما أن الشركات المهتمة بالتحول الرقمي، وخاصة في قطاع الموارد البشرية، تلجأ إلينا أيضًا.
لقد قمتم بتوسيع عملياتكم لتشمل مصر في وقت سابق من هذا العام ... كيف تختلف احتياجات هذا السوق عن احتياجات الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؟ وكيف ستخدم هذه النتائج قراراتكم بالنسبة لمستقبل منصة FlexxPay؟
إن عملياتنا في مصر ما تزال في مرحلة مبكرة للغاية.. حيث ينصب التركيز الرئيسي لـFlexxPay في الوقت الحالي على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
بعد 4 سنوات من وجودكم في السوق، كيف تصفون قطاع التمويل البديل اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
لا يزال جزء كبير من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير قادر على الوصول إلى تسهيلات التمويل المناسبة. وما زلنا نتعامل مع عدد كبير من الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية. وهذه هي المساحة التي تكمن فيه الفرص للشركات الناشئة مثل FlexxPay، لتقديم الخدمات والتكنولوجيا بالتعاون مع المؤسسات المالية القائمة.
ونحن نعتقد أن الجمع بين كل من الشركات الناشئة والمؤسسات المالية هو الوصفة السحرية. حيث يمكن للشركات الناشئة أن تتطور بسرعة باستخدام تجربة مستخدم رائعة وواجهة مستخدم لا تستطيع البنوك توفيرها. ومن ناحية أخرى، تمتلك البنوك رأس المال، والقدرة على الترخيص والتوزيع لتوسيع نطاق عروض الشركات الناشئة.
ما هو التالي أو الجديد بالنسبة لـFlexxPay؟
نحن نركز على بناء وتعميق العلاقات مع المؤسسات المالية في المنطقة مع تنمية قاعدة عملائنا من الشركات في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. شاهد هذه المساحة من أجل إطلاق منتجنا الجديد القادم!