يُعتبر المستهلكون في دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر المستهلكين تفاؤلاً على مستوى العالم عند التفكير في مستقبل ما بعد جائحة كوفيد-19، وفقاً لمؤشر دينغ العالمي الافتتاحي لخدمات الدفع المسبق. وهذه الدراسة العالمية النصف السنوية التي أُجريت بتكليف من شركة دينغ، وهي أكبر مُقدِّم لخدمات شحن رصيد الهواتف المحمولة في العالم، تبحث آراء 7000 مشارك من شتى أنحاء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وإندونيسيا والفلبين.
موقف المستهلكين من الجائحة
على الرغم من الصعوبات التي تفرضها الجائحة، فإن المستهلكين في منطقة الخليج من أكثر المستهلكين ثقةً عندما يتعلق الأمر بوضعهم الحالي والمستقبلي. فقد بلغ المعدل العام لثقة المستهلكين 63، وهو أعلى بكثير من المؤشر العالمي لثقة المستهلكين الذي يبلغ 52.1.
وعند التعمق في البيانات نجد أن معدل ثقة المستهلكين يبلغ 68 في المملكة العربية السعودية، و62 في دولة الإمارات، و58 في قطر التي لم تستعد علاقاتها الدبلوماسية مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي إلا في الآونة الأخيرة. ويوجد أيضاً شعور بهذه الثقة تجاه الاقتصاد، فقد ذكر 71% في دول مجلس التعاون الخليجي أن لديهم نظرة اقتصادية متفائلة، وذكر 66% أنهم يشعرون بالتفاؤل بشأن آفاق عملهم المستقبلية.
وتوجد صلة مباشرة بين ثقة المستهلكين والتعامل الحكومي الملموس مع أزمة كوفيد-19 (ومعدل الوفيات)، وقد سجلت دول مجلس التعاون الخليجي درجات عالية مرة أخرى. فحصلت المملكة العربية السعودية على أعلى نسبة تأييد لحكومتها، إذ ذكر 82% أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها للتعامل مع الأزمة. وتبلغ هذه النسبة 79% في دولة الإمارات، و72% في قطر. وفي ذلك تناقض صارخ مع الغرب، إذ لا يوافق سوى 34% في الولايات المتحدة الأمريكية على أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها للتعامل مع الأزمة، وتبلغ هذه النسبة 47% في كل من فرنسا والمملكة المتحدة.
كما أن معدل التردد في أخذ اللقاح في المنطقة منخفض أيضاً مقارنةً ببقية العالم. فغالبية الذين شملهم الاستطلاع في دول مجلس التعاون الخليجي (62%) ينوون أخذ اللقاح فور توفره. وكانت النسبة الأعلى في الإمارات العربية المتحدة (68%)، تليها المملكة العربية السعودية (66%)، بينما يبدو القطريون أكثر تشككاً، إذ تبلغ النسبة في قطر 53%. ولا تزال هذه النسبة أعلى بكثير إذا قُورنت بفرنسا التي ينوي فيها 33% فقط من المشاركين في الاستطلاع أخذ اللقاح.
وتعليقاً على النتائج، قال مارك رودن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة دينغ: "كانت استجابة دول مجلس التعاون الخليجي السريعة لجائحة كوفيد-19 على النقيض من الاستجابة لها في كثير من البلدان الأخرى حول العالم، وقد تنعكس هذه الاستجابة على ثقة المستهلكين في المنطقة. وقد ألحقت الجائحة الخراب بالناس والشركات على الصعيد العالمي، لكن من المثير للاهتمام أن المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي يشعرون بمزيد من الثقة والتفاؤل بشأن مستقبلهم أكثر من غيرهم من شعوب العالم".
خيار أم ضرورة؟
يوضح التقرير أيضاً أن المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر مستخدمي خدمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدماً في العالم، وأن هناك إقبالاً كبيراً على منتجات الدفع المسبق الأخرى. فنسبة المشاركين في الاستطلاع الذين يُفضِّلون خدمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدماً تبلغ 81% في قطر، و76% في المملكة العربية السعودية، و70% في الإمارات العربية المتحدة. وتُعتبر خدمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدماً الخيار المفضل لدى 76% من المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي بوجه عام – ولكن ما سبب ذلك؟
من المثير للاهتمام أن الذين شملهم الاستطلاع يزعمون أن الدفع مقدماً يُعتبر أداةً للتحكم في النفقات (28%) إضافةً إلى أنه يلائم احتياجاتهم بشكل أفضل (31%). وهذه الشعبية مدهشة بشدة عند مقارنتها بالأسواق الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي ذكر فيها 32% فقط من المشاركين أنهم يختارون خدمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدماً.
ذكر مارك رودن: "أظهر المؤشر العالمي للدفع المسبق أهمية منتجات الدفع المسبق للمستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي، ويُبيِّن بحثنا أن منتجات الدفع المسبق تحظى بالتفضيل في شتى الشرائح الاقتصادية، وهو ما يتعارض على نحو ما مع الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن الكثيرين يلجأوون إلى خيارات الدفع المسبق بحكم الضرورة وليس الاختيار".
وأضاف مارك: "في الواقع، زعم 83% من الذين شملهم الاستطلاع على مستوى العالم أنهم يشاركون في اقتصاد الخدمات المدفوعة مقدماً باختيارهم وليس بدافع الضرورة، لأنه يُمكِّنهم من التحكم في نفقاتهم، كما أنه يسمح لمَنْ لا يملكون حساباً مصرفياً بالحصول على خدمات الاتصالات والخدمات المالية".
كما أن الإقبال على منتجات الدفع المسبق لا يقتصر على خدمات الهواتف المحمولة، فها هي المملكة العربية السعودية التي تمتلك أكبر سوق لخدمات الدفع المسبق قد ذكر 95% ممن شملهم الاستطلاع فيها أنهم شاركوا في جانب واحد على الأقل من سوق خدمات الدفع المسبق، بما في ذلك فواتير الهاتف المحمول، أو المنتجات المالية، أو مدفوعات الفواتير الأخرى مثل فواتير المرافق، أو بطاقات/ قسائم الهدايا. وتبلغ هذه النسبة في قطر 91%، وتصل في دولة الإمارات إلى 90%، مما يسلط الضوء على الفرص المتاحة بوجه عام في سوق الخدمات المدفوعة مسبقاً. ويستخدم غالبية هؤلاء (76% في دول مجلس التعاون الخليجي) خدمات الهاتف المحمول المدفوعة مقدماً، بينما يسدد 51% فواتير أخرى مدفوعة مقدماً.
وقد أدت حالات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر إلى عدم تمكُّن الكثيرين من رؤية أحبائهم، مما جعل الحاجة إلى التواصل الإلكتروني أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. وقد شهدت دينغ، حتى على منصتها الخاصة، زيادة سنوية تقارب 50% في المعاملات المدفوعة مقدماً خلال عام 2020، إذ أصبح العملاء يمنحون الأولوية للتواصل الدائم إما عن طريق شحن هواتفهم أو إرسال رصيد مكالمات إلى غيرهم.
نبذة عن مؤشر دينغ العالمي للخدمات المدفوعة مقدماً
شركة دينغ هي أكبر مُقدِّم لخدمات شحن رصيد الهواتف المحمولة في العالم، ومؤشر دينغ العالمي للخدمات المدفوعة مقدماً هو استطلاع رأي نصف سنوي لتحليل سوق الخدمات المدفوعة مقدماً – وهي سوق لمنتجات مثل خدمات الهواتف المحمولة المدفوعة مقدماً، وبطاقات فيزا المدفوعة مقدماً، وفواتير المياه والكهرباء المدفوعة مقدماً، وغير ذلك الكثير. إنها سوق للمستهلكين الذين يفضلون الدفع الفوري أو المسبق لتكاليف الخدمات، بدلاً من تسديد فواتيرها لاحقاً.
واستطلع هذا المؤشر الافتتاحي آراء 7000 مشارك في شتى أنحاء أوروبا وآسيا والأمريكتين، وتحديداً في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وإندونيسيا والفلبين، بهدف التعرف على مواقف هذه الفئة وعاداتها، لا سيما في ظل جائحة كوفيد-19.