.في حين أن الحصول على التمويل هو بلا شك أمر بالغ الأهمية، إلا أنه لا يتعدى كونه الخطوة الأولى في الرحلة الشاقة لإطلاق شركة ناشئة وتوسيع نطاق
بهدف أن تتفوق شركة ناشئة على منافسيها وتتمكن من تحقيق التميز وجذب المستثمرين والعملاء المناسبين يجب على الشركة الناشئة إنشاء سمعة طيبة، والعمل على تنمية علامة تجارية قوية، هذا هو الدور الحاسم الذي تلعبه الاتصالات الاستراتيجية.
فمن خلال تأمين تغطية إعلامية في وسائل الإعلام الموثوقة، يمكن للشركات الناشئة جني العديد من الفوائد التي تدفعها إلى آفاق جديدة من النجاح والنمو في صناعتهم. تلقت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها 2.5 مليار دولار من استثمارات رأس المال الاستثماري في عام 2021، مما يؤكد الحاجة إلى خطط استراتيجية لإنشاء قصة مؤثرة تحقق التواصل مع الجمهور المستهدف.
كيف يمكن للشركات الناشئة أن تثبت نفسها وتزدهر في سوق مزدحمة بمساعدة مستشار العلاقات العامة المناسب.
تحقيق شهرة العلامة التجارية
تحتاج الشركات الناشئة إلى أكثر من مجرد منتج جيد أو خدمة جيدة لتحقيق النجاح في ظل السوق الشديدة التنافسية. إذ يعد بناء هوية قوية للعلامة التجارية وزيادة الشهرة أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الثقة والمصداقية أثناء التعامل مع العملاء المحتملين. وتعتبر التغطية الصحفية إحدى الطرق المثلى لتحقيق ذلك. يعتمد وصول للشركة الناشئة إلى الجمهور المستهدف الذي يتفاعل مع قصتها ويهتم لها من خلال اختيار وسائل الإعلام المناسبة أو المؤثرين المتوافقين معها. وفقاً لإستطلاع أجرته إيبسوس، تعد ثقة المستهلك عاملاً رئيسياً في قرارات الشراء، حيث يثق 83٪ من المستهلكين بتوصيات الأشخاص الذين يعرفونهم، و66% يثقون بآراء المستهلكين المنشورة عبر الإنترنت. التغطية الإعلامية الإيجابية تعتبر شكلاً قوياً للتوصية بالمنتج أو الخدمة، كما أنها تؤدي إلى زيادة ثقة المستهلك وتوجيه الأعمال نحو النجاح في نهاية المطاف.
خلق قصة مؤثرة للعلامة التجارية
تعتبر صياغة قصة مقنعة تمثل جوهر الشركة وتتماهى مع الجمهور المستهدف أمر ضروري للتميز عن الآخرين. أظهرت الأبحاث الحديثة أن إنشاء صورة جيدة للشركة يمكن أن يعزز العلامة التجارية بنسبة 5-7%، مما يجعلها ضرورة لأولئك الذين يسعون إلى زيادة الشهرة وإثبات هوية علامتهم التجارية. تلعب العلاقات العامة دوراً محورياً في بناء الثقة والمصداقية مع العملاء والمستثمرين المحتملين أثناء التنقل في المشهد الإعلامي المعقد بحيث يمكن لقادة الشركة الناشئة التركيز على التوسع والعمليات التجارية.
العثور على قاعدة العملاء المناسبة
يعتبر جذب العملاء في ظل المشهد الاقتصادي المتغير مهمة شاقة للشركات الناشئة. أظهرت الدراسات الحديثة أن وسائل الإعلام المكتسبة تحظى بثقة كبيرة من المستهلكين، مما يجعل التغطية الصحفية الإيجابية أداة فعّالة للشركات الناشئة التي تتطلع إلى بناء الوعي بالعلامة التجارية وجذب عملاء جدد. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تحسين محرك البحث الفعال إلى زيادة ظهور الشركة الناشئة وتحسين فرصها في جذب العملاء من خلال عمليات البحث عبر الإنترنت. يمكن للشركات الناشئة خلق اهتمام متنامٍ وزيادة عدد الزيارات وتوسيع قاعدة عملائها وإيراداتها من خلال الاستفادة من تكتيكات العلاقات العامة هذه.
خلق المصداقية
يعد الحفاظ على سمعة قوية أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح خاصة بالنسبة للشركات الناشئة التي تسعى لترك بصمة خاصة بها. قد يكون من الصعب التميز عن الآخرين مع وجود عدد لا يحصى من المنافسين في مجالي خلق الاهتمام وجذب العملاء. فالإدارة الاستباقية لرسائل العلامة التجارية ووضع العلامة التجارية كمصدر موثوق للمعلومات والحلول تمكّن الشركة الناشئة من إثبات نفسها كقائدة في مجالها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال التدريب الإعلامي والتدريب على الخطابة، كونه يسمح للشركات بإيصال قيمها وخبراتها إلى جمهور أكبر.
استقطاب أفضل المواهب
يعتبر استقطاب أفضل المواهب للانضمام إلى الفريق من التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات الناشئة. إذ تلعب الصورة العامة الإيجابية دوراً هامًا في تمكين عملية التوظيف. يمكن للشركات الناشئة لفت انتباه الباحثين عن عمل وبناء تجمع قوي من المرشحين من خلال عرض أنشطتهم ومعرفتهم. تشير تقارير غلاس دوور إلى أن 69% من الباحثين عن عمل أكثر عرضة للتقدم للوظيفة إذا كان صاحب العمل يدير العلامة التجارية بشكل نشيط ومستمر. على سبيل المثال، إذا تلقت الشركة تمويلاً، فيمكنها الإشارة إلى أنها ستستمر في تحقيق المزيد من النجاح من خلال تنمية فريقها. إذا وسعت الشركة الناشئة قيادتها، فيمكنها إبراز حقيقة أن الشركة مستمرة في النمو وتقوم حالياً بالتوظيف. يمكن للشركات الناشئة بناء الثقة مع المرشحين المحتملين واستقطاب أفضل المواهب من خلال إظهار الاستقرار والشفافية في الإعلانات الصحفية.
جذب انتباه المستثمر والمحافظة عليه
يجلب المستثمرون رأس المال وشبكة العلاقات والخبرة إلى الشركات الناشئة؛ الأمر الذي يعتبربالغ الأهمية بالنسبة للشركات الناشئة لتوسيع نطاق إمكانتها سعياً للازدهار. وفقاً لتقرير صادر عن إنفيستوبيديا، تعتمد شركات رأس المال الاستثماري بشكل كبيرعلى المنشورات التجارية لتحديد فرص الاستثمار المحتملة، حيث يقرأ الغالبية منهم هذه المنشورات. في هذا السياق، يمكن للصحافة الإيجابية أن تلعب دوراً هاماً في جذب المستثمرين. لا تزيد الشركات الناشئة من ظهورها فحسب عند تأمين التغطية الإعلامية، بل تعزز أيضاً من صورة علامتها التجارية بين المستثمرين الحاليين.