ما هي iSchool بالضبط؟
iSchool عبارة عن منصة تعليمية للبرمجة تقدم برامج قائمة على الاشتراك طويل الأجل (يصل إلى ست سنوات) للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا، سيما أن البرمجة - مثلها مثل الرياضيات أو اللغات - لا يمكن تعلمها في دورة تدريبية مكثفة. ويحصل الطلاب على دورات أسبوعية فردية ومتزامنة عبر الإنترنت مع مدربي برمجة معتمدين. وفي نهاية كل فصل دراسي، يقدمون مشروعًا نهائيًا ويحصلون [في النهاية] على شهادة في الذكاء الاصطناعي، أو التعلم الآلي، أو علوم البيانات، أو تطوير الويب، أو تطوير الألعاب، أو البرمجة ثلاثية الأبعاد، أو الواقع الافتراضي، أو الواقع المعزز، أو تصميم الجرافيك.
ما الذي دفعك لإطلاق هذه المنصة؟
أنا مهندس كهرباء وإلكترونيات، وقد شاركت في العديد من مسابقات الروبوتات والبرمجة حول العالم. وفي عام 2018، كنت مديرًا إقليميًا في [شركة التكنولوجيا اليابانية] Fujisoft، التي تستضيف بطولة All Japan Robot Sumo Tournament، ولقد انبهرت بمدى إبداع الطلاب الصغار في تعلم البرمجة والروبوتات والذكاء الاصطناعي وتفوقهم حتى على نظرائهم البالغين.
وفي الشرق الأوسط، لم نكن نتمكن بعد من الوصول بشكل جيد إلى سبل التعليم التكنولوجي؛ إلا أن التكنولوجيا حاليًا تتطور بسرعة كبيرة، وبالتالي فالعديد من المدارس غير قادرة على توظيف خبير في مجال البرمجة؛ ولذلك فعادة ما تكون بحاجة إلى شريك تكنولوجي وذلك لإدماج واستغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعلوم الكمبيوتر في العملية التعليمية. ولذلك، فقد قمت بإطلاق منصة iSchool مع المؤسسين المشاركين، إبراهيم عبد الله ومصطفى عبد المنعم.
كيف قمت بتطوير مفهوم الشركة؟
لقد أجرينا الكثير من الأبحاث حول تعليم التكنولوجيا، ومجموعات علوم الكمبيوتر والمعايير والمنهجية التعليمية والمناهج الدراسية باللغتين العربية والإنجليزية، وقد كنا قد بدأنا مشوارنا بإطلاق المنصة أوفلاين (بحيث لا تعتمد على الإنترنت) في عام 2018.
وفي أواخر عام 2019، كنا نختبر تصميمًا كاملًا لألعاب الأونلاين لكننا كنا متقدمين جدًا على ما يحتاجه الناس. وبعد ذلك، غيّر فيروس كورونا كل شيء، فقد كان الآباء يبحثون في البيوت عن أنشطة عبر الإنترنت لأطفالهم، وفقد العديد من الناس وظائفهم التقليدية أثناء الجائحة - لذلك فقد كان الجميع ينظرون إلى التعليم التكنولوجي على أنه السبيل للمستقبل. وقد انتقل محور تركيزنا بالكامل إلى الجلسات التعليمية الجماعية الأونلاين، حيث قمنا بتجريبها مع أربعة أو ستة طلاب، ثم تحولنا أخيرًا إلى الجلسات الفردية، فهي أكثر تخصيصًا وكفاءة للطلاب.
ومن هنا انطلقت منصة iSchool وتوسعت بسرعة. واليوم، فإن المنصة متاحة في 14 دولة، وتضم 411 موظفًا وأكثر من 15000 خريج، وهي معتمدة دوليًا من جهة STEM.org، وهي منظمة أمريكية لأبحاث تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واعتمادها، وأيضًا من جهة IAIDL، وهو مكتب أمريكي لبرنامج البحث والابتكار يركز على تسخير الإمكانات العلمية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
كيف يمكنك دعم الطلاب بعد الانتهاء من البرنامج؟
إن لدينا شراكات مع العديد من الشركات ووكالات البرمجيات لربط الطلاب وفتح فرص التدريب. ولدينا أيضًا شراكة مع وزارة الاتصالات المصرية لاستضافة هاكاثون البرمجة والترميز. ونحن نتعاون مع المنظمات غير الحكومية لمساعدة الطلاب المحرومين، مثل اللاجئين، على تعلم المهارات الرقمية وأن يصبحوا معتمدين على أنفسهم. لقد بدأنا عام 2021 بـــــــ 40 طالبًا ونقوم حاليًا على خدمة أكثر من 400 طالب، ونرغب في فعل المزيد.
ما هي مصادر الإيرادات المختلفة لديك؟
لدينا عدة مصادر: 80% من إيراداتنا تأتي من اشتراكات العملاء الأفراد (B2C) سواء الاشتراكات ربع السنوية أو نصف السنوية أو السنوية – و الـــــ 20% الأخرى تأتي من بيع خدماتنا للشركات (B2B) ، ونحن نقدم خدماتنا لأكثر من 65 مدرسة وشبكة داخل مصر – ولدينا شراكات مع المنظمات غير الحكومية والجهات الحكومية لتقديم البرامج التعليمية الخاصة والهاكاثونات والمعسكرات التدريبية. وأعتقد أننا سنصل إلى الربحية بحلول نهاية عام 2024.
إن هذا النموذج للعمل يعتبر جيد جدًا من حيث اقتصاديات الوحدة، خاصة في هذا السوق. كما أن لدينا فريق قوي للغاية في مصر، حيث التكاليف أقل بكثير من البلدان الأخرى، ولدينا منهج دراسي كامل مدته ست سنوات، ومنصة تشغيلية؛ لذلك، لدينا أفضلية ثقافية وسعرية ومن حيث المحتوى على المنافسين.
ما هو وضع تكنولوجيا التعليم في الشرق الأوسط من وجهة نظرك؟
هناك حاجة كبيرة لتكنولوجيا التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة بعد أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ولكن لا يوجد لاعب كبير يخدم القطاع بأكمله. فجميع الشركات دون استثناء متخصصة في عدد محدود من القطاعات الفرعية مثل: أنظمة التصديق والاعتماد، وأنظمة التعليم، وأنظمة إدارة التعلم، وأنظمة تطوير المحتوى، وما إلى ذلك. [ولهذا السبب]، فإذا كنت تحاول ان تقتحم مجال تكنولوجيا التعليم في الوقت الحالي، فامتلاك الخبرة التكنولوجية اللازمة أهم حتى من السجل التعليمي للشخص. ونظرًا لعدم وجود أنظمة مبنية بالفعل، فهناك مجال للكثير من الابتكار وفرص كبيرة لبدء شيء لم يفعله أحد من قبل.
كيف ساعدك نشاطك في الإمارات على النمو؟
لقد منحنا ذلك المزيد من العالمية من حيث طريقة تفكيرنا وعقليتنا، حيث نلتقي بأشخاص من 20 دولة مختلفة كل يوم. وإذا قمت باختبار منتج ما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فيمكنك اعتباره صالحًا للسوق الدولية، بينما في أسواق مثل المملكة العربية السعودية أو مصر، يجب أن يكون محليًا للغاية. وعلى سبيل المثال، فإننا نرى في الصيف ضغطًا هائلًا من حيث طلبات التسجيل في السعودية ومصر لا نراها في أي مكان آخر. فالآباء في [هذه البلدان] يدفعون أطفالهم بقوة للتسجيل والتفاني.
ما هي الخطوات التالية لـمنصة iSchool؟
لقد بدأنا من مصر، وتوسعنا إلى الشرق الأوسط، وسيكون العام القادم أكثر توسعًا عالميًا. ويكمن هدفنا الطموح في توفير خدماتنا بأوروبا وأن نكون متاحين بشكل أكبر في الولايات المتحدة وكندا، مع العلم بأن هناك ما لا يقل عن مليون متعلم من الشرق الأوسط.