وتخطط شركة فينيكس الناشئة للنقل الكهربائي ومقرها الإمارات العربية المتحدة لإطلاق خدمة المتسوق الشخصي الجديدة في أبوظبي هذا الشهر، بدءًا من جزيرة الريم، وفقًا لما ذكره المؤسس المشارك للشركة جايديب دانوا، في مقابلة حصرية مع منصة أبوظبي الأعمال، حيث سيتم تخصيص خدمة "جني فينيكس" للعملاء، الأمر الذي "سيجعل رغباتك تتحقق في حدود منطقتك التي تعيش فيها"، ما يسمح للمستخدمين بشراء وجمع أي شيء قريب وإرسال واستلام الطرود بأسعار في متناول الجميع.
لافتة ترويجية لخدمة FENIX Genie الجديدة.
ويعتبر الظهور الأول لخدمة "جني فينيكس" جزءًا من جهود الشركة الناشئة المذكورة لإنشاء "تطبيق فائق" متعـدد الخدمات للنقل الكهربائي، والذي كان وراء توجيه مسار نمو الشركة خلال العامين الماضيين، حيث تقدم الشركة بالفعل خدمة توصيل مواد البقالة المجانية خلال 10 دقائق والتي تسميها "سوق فينيكس".
ولادة جديدة وهدف جديد
جايديب دانوا (يسار) ، أي كيو سيد (يمين)
وقد نهضت فينيكس، التي كانت قـد أبصرت النور في عام 2020، من رماد مشروع سابق يعـود لـدانوا وشـريكه المؤسس آي كيو سـيد، وهي اليوم موجـودة في 5 دول و 13 مدينة، وتقوم بتشغيل أكبر أسطول نقل كهربائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع وجود أكثر من 10,000 مركبة لديها.
وكان الشريكان المؤسسان قـد قاما في البداية بتأسيس شركة سيرك الناشئة للنقل الجزئي المصغر، والتي كانت تعمل في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، والتي استمرت إلى أن حققت نجاحًا كبيرًا في الإمارات العربية المتحدة. كما تخارجت شركة سيرك في نهاية مطافها إلى شركة "بيرد" الأمريكية للنقل المصغر. ولكن عندما عصف الوباء، تأثر قطاع النقل بشكل كبير، وأغلقت بيرد عمليات شركة سيرك، مما تسبب بالبطالة لما يقارب 100 شخص.
قال دانوا : "شعرت بمسؤولية". "كنت أعرف سوق هذه الخدمات." فقد كان كل من دانوا وسيد من التنفيذيين السابقين في "شركة كريم" خلال المراحل الأولى من صعودها، وكان دانوا نفسه قد عمل سابقًا في شركة جراب الناشئة لخدمات النقل والتوصيل.
كان واثقًا من أنه وشريكه المؤسس يمكنهما أن ينجحا في هذا القطاع مرة أخرى، وبالتالي في إنقاذ "بعض تلك الوظائف وعمل معروف كبير لمدننا".
وقد أدى ذلك إلى إنشاء شركة فينيكس الجديرة بهذا الاسم (والذي فيه إشارة لطائر الفينيق المنبعث من الرماد)، ولكن هذه المرة فقد قامت الشركة بالتركيز فقط على منطقة الشرق الأوسط كمنصة متعددة الخدمات منذ يومها الأول. وكان من المقرر أن يكون النقل المصغر بمثابة "لوحة التشغيل" التي تساعد في الدفع إلى تبني منصة الشركة، مع إضافة العديد من الخدمات نتيجة لذلك.
قال دانوا: "تتمثل مهمتنا في شركة فينيكس في إطلاق العنان للإمكانيات الحضرية ودفع المجتمعات إلى الأمام". "والدراجات الكهربائية هي جزء من ذلك، لكنها ليست كل شيء. حيث أنها تمثل فقط إحدى الطرق التي نحقق بها مهامنا.
"النقل هو عامل تمكين للفرص ... وهو عامل مضاعف للنشاط الاقتصادي. فأنت تتحرك للوصول إلى مكان ما حتى تتمكن من القيام بشيء ما. أنت تنتقل إلى العمل وتذهب إلى المدرسة والمركز التجاري وتذهب للأكل "الاستهلاك" ثم تعود للمنزل والعناية بأسرتك.
"هناك أوراق بحثية تظهر أن جلب وسائط النقل المصغرة إلى مدينة ما يؤدي إلى تسريع التجارة المحلية فيها بسبب فتح المجال أمام أنواع جديدة من الطلب السوقي. فالرحلات (أي رحلات التوصيل) التي لم تكن لتحدث لأنها كانت باهظة الثمن من الناحية المالية وغير الملائمة من وجهة نظر زمنية، هي ليست كذلك الآن".
لماذا أبوظبي؟
كانت أبوظبي هي المدينة التي اختارها كل من دانوا وسيد لتأسيس شركة سيرك فيها خلال عام 2019. وعندما حان وقت إطلاق شركة فينيكس، كانت أبوظبي هي الخيار مرة أخرى.
قال دانوا: "كانت أبو ظبي رائدة في توفير وسائط الحركة (النقل) الصغيرة في المنطقة". "ومع شركة سيرك، رأينا طلبًا هائلاً على هذه الخدمات في الإمارة".
فمن منطلق الدعم التنظيمي الحكومي (أي اللوائح والقوانين الميسرة للأعمال) إلى قاعدة المستهلك الحضري المثالية والبنية التحتية، كانت أبوظبي هي المدينة المفضلة لفريق العمل لتأسيس الشركة فيها بل والتوسع في نهاية المطاف.
اجتياز التحديات
إن إطلاق شركة أثناء جائحة ما ليس بالأمر السهل. وإن إطلاق شركة في واحد من أكثر القطاعات تضررًا (من الجائحة) كان درسًا مختلفًا تمامًا.
قال دانوا: "سأكون كاذبًا إذا قلت بأنها كانت نزهة".
"لقد أنعم الله علينا بوجود فريق قوي من الداعمين - أي المستثمرين الذين أدركوا وجود الفرصة لخيارات النقل البديلة في المنطقة حتى في خضم الوباء."
كما أرجع دانوا نجاحهم خلال تلك الأوقات العصيبة إلى الشركاء الحكوميين الذين وثقوا بهم كفريق ذو خبرة وله سجل حافل، والمواهب التي اختارت الانضمام إلى الشركة عندما كانت مواردها المالية ومستقبلها لا يزالان معلقان في الهواء، وأخيرًا عائلات فريق العمل التي كانت حاضرة للدعم منذ اليوم الأول.
وعندما سئل عن التحدي الموسمي، لا سيما فيما يتعلق بالحرارة الحارقة والرطوبة التي لا ترحم في المنطقة، أقر دانوا بذلك، لكنه أوضح أن التركيز الحقيقي هنا يكمن في منح المستهلكين خيارًا، بالنظر إلى كون وسائط النقل الصغيرة جزءًا من النقل بمفهومه العام، والذي يشمل السيارات الخاصة، والمواصلات العامة، وسيارات الأجرة، وما إلى ذلك.
"عندما يتعلق الأمر بالتنقل، هناك بصورة عامة ثلاثة أبعاد: القدرة على تحمل التكاليف، والراحة، والخبرة. وبالنسبة للعديد من رحلات الأشخاص، يمكن أن تكون الدراجات البخارية هي الخيار الأفضل من حيث: تكلفتها الأقـل، وكونها أسرع للرحلات القصيرة، وأكثر متعة.
"وفضلًا عن ذلك، فإن الموسمية (بالنسبة لحدة الطقس) ليست مجرد تحد خليجي مع الدراجات البخارية، بل هي تحد عالمي. ففي أوروبا، ينهمر المطر وتتساقط الثلوج ويصعب الركوب على دراجة بخارية أو دراجة، لكن الناس يفعلون ذلك. وطالما أن النشاط التجاري يعمل من منظور سنوي، فلا بأس بذلك، حيث هناك العديد من القطاعات التي ترتبط بالموسمية، مثل الضيافة".
وفي حديثه عن صناعة النقل الشاملة في المنطقة، ذكر دانوا أنها كانت وما تزال واعـدة للغاية، مشيرًا إلى أن هيئات النقل والبلـديات أصبحت أكثر انفتاحًا على التغيير مما كان يتوقعه المرء قبل عشر سنوات.
"تبحث كل مدينة رئيسية في الخليج اليوم تقريبًا في تخطيط النقل متعدد الوسائط، حيث يتجاوز الأمر مجرد التخطيط الذي يدور حول السيارة. وهناك الكثير من الاستثمارات في مجال النقل العام وأنظمة المترو ... وفي وسائط النقل المصغرة أيضًا، كونها إحدى مكونات شبكة النقل متعددة الوسائط".
كما سلط دانوا الضوء على الاهتمام المتزايد بالتنقل بواسطة المركبات الكهربائية.
"هناك شهية قوية لذلك، ولكن السؤال هو كيف نفعل ذلك؟ وكيف نطور البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية عندما تكون نسبة السيارات الكهربائية إلى إجمالي السيارات منخفضة جدًا؟ ومن أين سيأتي الطلب لتحفيز تلك البنية التحتية؟"
وقد أشار دانوا إلى أن الوجود المتنامي للنقل الصغير "أي الذي يستخدم وسائط النقل الصغيرة" مثل فينيكس، والمدعوم بالطاقة الكهربائية، يمكن أن يساعد في إطلاق المزيد من الاستثمارات في هذه البنية التحتية الفريدة.
نصيحة لجمع الأموال
جمعت فينيكس حتى الآن أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي من مستثمرين مثل: بانثيرا كابيتال فينتشر، وإمكان كابيتال السعودية، ومايكرو موبيليتي.
وعند سؤاله عن النصيحة التي يمكنه مشاركتها مع رواد أعمال آخرين، قال دانوا "عليك أن تكون صبورًا وقادرًا على التحمل. حيث أن جمع الأموال يمكن أن يبدو أمرًا شخصيًا للغاية، لا سيما في المراحل المبكرة عندما يكون الأمر في الغالب مجرد فكرة أو مفهوم لا يزال أمامه طريق طويل. فقد يصدر الكثير من المستثمرين الأحكام تجاهك".
"لست بحاجة إلى مائة نعم، أنت بحاجة إلى نعم واحدة فقط. وإن العثور على ذلك المستثمر الملائم لشركتك الناشئة هو بحد ذاته رحلة. فحتى لو سمعت كلمة (لا) كثيرًا، لا تأخذ ذلك على محمل الجد". كما ذكر دانوا "أنه بصفتك رائد أعمال، ينبغي أن لا تكون خجولًا. إذ عليك الاستفادة من الأشخاص الذين عملت معهم من قبل والمستشارين والأصدقاء الموثوق بهم وحتى أفراد الأسرة لدعمك عند البدء".
"عندما تكون في مرحلة الفكرة أو تحاول إثبات مفهوم ما والتي تستغرق 99% من وقتك، لن
يكون المستثمرون المحترفون أول من يمدونك بأية أموال. حيث أن الأموال التي ستحصل عليها ستكون إما من المدخرات الشخصية أو من المستثمرين الملائكيين الذين يساعدونك في الوصول إلى أهداف تلك الشركة، والتي ستحتاج الى تحقيقها حتى تتمكن من إقناع المستثمرين المحتملين مستقبلًا بمدى جاذبية الشركة للزبائن".
ومع تزايد أموالها، تخطط شركة فينيكس لجلب المزيد من منتجاتها وابتكاراتها إلى أبوظبي والإمارات العربية المتحدة، مع التركيز على توطين نشر التكنولوجيا وتخصيص القدرات الهندسية لمدن محددة.
واختتم دانوا قائلاً: "هـذا شيء يسعدنا جدًا القيام به، ألا وهو زيادة استثمارنا في التكنولوجيا بثلاثة أضعاف، مما سيتيح لنا المساعدة في تمكين هذه المجتمعات المتواصلة عبر توفير مجموعة من الخيارات المرنة لها … وذلك فيما يتعلق لكيفية انتقال الأفراد في هذه المجتمعات وكذلك كيفية انتقال الأشياء إليها".