غيرت دولة الإمارات العربية المتحدة تسميتها للأشخاص ذوي الإعاقة إلى "أصحاب الهمم"، تقديراً لإنجازاتهم للبلاد في مختلف المجالات، وكجزء من رؤيتها لأمة مزدهرة في المستقبل، حيث يوجد فرص متساوية للجميع.
اجتذب هذا الدافع الاجتماعي العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة والشركات الناشئة على مر السنين بحثًا عن نظام بيئي داعم ينظر إلى مجال عملهم باحترامٍ عالٍ.
شركة EdTech الناشئة Key2Enable هي واحدة من هذه الشركات.
تأسست Key2Enable في البرازيل، وتقدمت بطلب للانضمام إلى سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي العالمي والمنطقة الحرة للإمارات، بعد أن فازت عام 2019 في تحدي الابتكار المفتوح في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي.
يتكون منتجهم الأساسي من لوحة مفاتيح ذكية تسمى Key-X keyboard، والتي تم تطويرها بدعم من أفراد مصابين بالشلل الدماغي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة على التواصل، التعلم وتطوير معارفهم وقدراتهم. قامت الشركة أيضًا بتطوير برنامج يكمل استخدام هذا الجهاز.
تحدثت منصة أبو ظبي للأعمال مع جوزيه روبينجر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Key2Enable في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومع جينا كلاينورت، مديرة التسويق، لمعرفة المزيد عن الحلول التي يقدمونها.
جوزيه مع طفل صاحب الهمم في عجمان، حاملًا لوحة المفاتيح Key-X. يعمل الجهاز مع أي كمبيوتر، كمبيوتر لوحي أو هاتف ذكي بواسطة USB للتوصيل والتشغيل، ولا يتطلب تحميل أي برنامج محدد، رغم توفر بعض البرامج للاستخدامات الأكثر تعقيدًا. إنه يتميز بأحد عشر مفتاحًا حساسًا للّمس، والذين يمكن تشغيلهم بغمضة عين.
هل يمكنكَ إخبارنا كيف ظهرت فكرة شركتك؟ ما هي مشكلة السوق التي كنت تحاول معالجتها؟
جوزيه: تم في الواقع تطوير الفكرة [وراء] حل التكنولوجيا المساعدة بسبب نقطة ألم حقيقية كما اختبرها صديقنا وشريكنا التجاري الآن، جليسون، الذي ولد في البرازيل مصابًا بالشلل الدماغي. نظرًا لحركته المقيّدة، كان جليسون قادرًا فقط على استخدام جهاز كمبيوتر عادي باستخدام مؤشر الرأس. لقد تخرج من علوم الكمبيوتر، لكن الأمر استغرق منه الكثير من الوقت والجهد.
لذلك، جاء جليسون بفكرة إنشاء أجهزتنا، لوحة المفاتيح Key-X، والتي توفر إمكانية الوصول الكامل إلى جميع ميزات وأوامر لوحات المفاتيح والأجهزة التقنية الأخرى. تأتي لوحة المفاتيح مع مستلزمات مختلفة، وطالما أن الشخص لديه حركة إرادية واحدة، يمكنه استخدام لوحة المفاتيح وبالتالي أجهزة الكمبيوتر، ولديه الفرصة ليصبح أكثر استقلالية.
في المجموع، يمكننا تلبية أكثر من 85٪ من الإعاقات التي يمكن إيجادها داخل قاعات الدراسة. نعالج فجوة السوق للحصول على حلول تقنية مساعدة كاملة، متعددة الاستخدامات، وفريدة من نوعها تمكّن أصحاب الهمم من عيش حياة أكثر استقلالية.
هل يمكنكِ إخبارنا عن عروض المنتج الرئيسي لـ Key2Enable؟
جينا: تقدم Key2Enable حلول تقنية مساعدة كاملة، تتكون من جهاز Key-X، لوحة مفاتيح ذكية، تساعد أصحاب الهمم على التغلب على أي حواجز جسدية أمام إمكانية الوصول، بالإضافة إلى منصة تعليمية مرافقة، مما يساعد المعلمين والأهل على إنشاء أي ألعاب ومهام تعليمية بسهولة.
ورشة عمل تدريبية في أرمينيا.
كيف تصف رحلتك الريادية حتى الآن، بعد أن أطلقت عملك في الخارج وانتقلت لاحقًا إلى أبوظبي؟ أي فوائد خاصة حول الإنشاء هنا؟
جوزيه: بدأنا عملياتنا التجارية أولاً في البرازيل ثم توسعنا إلى الولايات المتحدة الأميركية. في البرازيل، يتم تنفيذ حلّنا واستخدامه في العديد من المدارس ومراكز إعادة التأهيل، ويستخدمه الآن أكثر من 8,000 مستخدمًا. ولكن، كل ما فعلناه في البرازيل وكل قصص نجاحنا كانت تُروى باللغة البرتغالية فقط وبالتالي بقيت هناك.
لقد كان إنشاء عملنا هنا في الإمارات أمرًا مهمًا بشكل خاص بالنسبة لنا نظرًا للموقع المركزي والحوافز التجارية التي تلقيناها وأيضًا بسبب الاهتمام والتقدير الدوليين اللذين تحظى بهما دولة الإمارات العربية المتحدة. لقد كان من السهل علينا أن نبدأ التدريب وورش العمل من هنا، وقد قمنا مؤخرًا بتدريب أكثر من 100 معلم في أرمينيا. إضافة إلى ذلك، يحتل تمكين أصحاب الهمم مكانة عالية في جدول الأعمال الإماراتي، وبالتالي وجدنا بشكل عام هنا بيئة عملية مواتية للغاية.
كيف بدأت علاقتك مع سوق أبوظبي العالمي، وما نوع الدعم الذي قدمه لك حتى الآن؟
جوزيه: تم تقديمنا لأول مرة إلى سوق أبوظبي العالمي عندما فاز Key2Enable عن فئة التعليم في تحدي الابتكار المفتوح في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي في مارس 2019. عرَّفتنا وزارة الصحة إلى الأشخاص المناسبين داخل سوق أبوظبي العالمي، وهكذا تحدثّنا معه لأول مرة. ثم بدأت بعد ذلك طلبي للحصول على ترخيص سوق أبوظبي العالمي وتم إصداره في 17 ديسمبر 2019.
تم ربط العديد من الخطوات التي كان علينا القيام بها من أجل تأسيس عملنا هنا وجعلها ممكنة بسبب الترخيص الذي حصلنا عليه من سوق أبوظبي العالمي: بدءًا من بناء الشبكة إلى المشاركة في المسابقات، بالإضافة إلى إدارة عملياتنا التجارية اليومية. بشكل عام، سمح لنا كأجانب بتأسيس الشركة هنا، ثم التوسع إلى العديد من الأماكن الأخرى [مع أبوظبي كموقعنا الأساسي].
ما هي بعض تحديات العمل التي واجهتها، وكيف تعاملت معها؟
جوزيه: بما أن نهجنا التقليدي يركز في الأغلب على التدريب الشخصي الذي نقوم به مع المعلمين والأهل، كانت جائحة كورونا تحديًا كبيرًا لنا، بما أننا لم نتمكن من دخول المدارس ومراكز إعادة التأهيل بعد الآن. خلال هذا الوقت، ركزنا جهودنا على تطوير وتحسين منصة التعليم الإلكتروني لدينا، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من حلنا الكامل.
ما هي الأهداف التي حددتها لـ Key2Enable للسنوات الثلاث القادمة؟
جينا: بسبب جائحة كورونا، واجهنا صعوبات في تقديم حلنا للمعلمين والأطفال هنا في الإمارات العربية المتحدة. لقد بدأنا بعض ورش العمل والتدريب قبل انتشار الوباء، والذين توقفوا بعد ذلك. نحن الآن نبدأ بعض البرامج التجريبية هنا مع المدارس ومراكز إعادة التأهيل، ونحاول التوسع إلى بعض البلدان الأخرى في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية، وكذلك بعض الدول الأوروبية مثل البرتغال، إسبانيا وألمانيا.
نخطط على مدى السنوات الثلاث المقبلة للتوسع في كلٍّ من الحجم والنطاق. نحن نبحث باستمرار عن طرق لتحسين الحل الذي نقدمه وإضافة الميزات والمستلزمات التي يمكن أن تساعدنا في تلبية المزيد من الإعاقات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحل الذي نقدمه له استخدامات متعددة: يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا للأطفال غير المعوقين والبالغين وكبار السن.