كونها محور ومركز استقطاب مركزي للأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء العديد من المناطق الحرة على مر السنين لاجتذاب الشركات الجديدة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ومن بين تلك المناطق: منطقة ميدان الحرة (MFZ).
وقد تأسست هذه المنطقة الحرة الحائزة على جوائز في عام 2010 في قلب إمارة دبي وهي تتركز حول مضمار ميدان للسباق، في حين أنها تتضمن أيضًا مناطق سكنية وفندق ونوادي للجولف والتنس ومطاعم وما إلى ذلك.
وباعتبارها أول منطقة حرة رقمية بالكامل في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل منطقة ميدان الحرة MFZ اليوم على تمكين الشركات من التأسيس والتوسع والازدهار بسلاسة من خلال أحدث المرافق والمساعدة الشاملة للخبراء عبر أكثر من 3500 نشاط تجاري، حيث يعمل أغلب المرخص لهم في قطاعات التجارة الإلكترونية، والتجارة العامة، والمقاولات والعقارات، والتكنولوجيا، والإدارة، والخدمات الاستشارية، والسيارات، وخدمات التنظيف والأمن، والسفر والسياحة، والصحة والضيافة، والخدمات اللوجستية، والتسويق، والدعاية والإعلام.
كان هذا وفقًا لما أدلى به السيد/ حامد أهلي، رئيس منطقة ميدان الحرة (MFZ)، الذي صرح لمنصة أبوظبي للأعمال بــأن: "التكنولوجيا تعتبر عامل تمكين رئيسي، وهي جزء لا يتجزأ من العديد من التطويرات والتوسعات في منطقة ميدان الحرة. وبأن كل شيء (في هذه المنطقة)، بدءًا من التقدم بطلب للحصول على ترخيص تجاري، إلى تأسيس الشركة وما بعد ذلك، يتم رقميًا لدينا". وبأن "منصتنا الفريدة قد حازت على جوائز مرموقة، مما جعلنا أول منطقة حرة رقمية 100٪ على الإطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة ".
حامد أهلي ،رئيس منطقة ميدان الحرة.
التأسيس في منطقة ميدان الحرة
يمكن لأصحاب الأعمال الذين يتطلعون إلى التأسيس في منطقة ميدان الحرة أن يتوقعوا عمليات اندماج وانضمام رقمية وغير ورقية بالكامل. وهذا يعني أنه يمكنهم تسجيل الدخول إلى بوابة المنطقة الحرة من أي مكان في العالم والوصول إلى خدمات المنطقة (MFZ)، وتحديد متطلباتها والدفع عبر الإنترنت.
حيث تقوم المنطقة الحرة بتوفير بنية تحتية عالمية المستوى، وبيئة خالية من الضرائب، وإعداد تراخيص سهلة مع تأشيرات إقامة في دبي لمدة عامين.
وأوضح السيد/ أهلي بأن المنطقة الحرة مصممة لتمكين جميع الشركات التي تعمل هنا ومنحها كافة الأدوات التي تحتاجها لتحقيق النجاح. وأضاف "نحن نقدم مجموعة شاملة من خيارات التأسيس التي تتضمن نموذجًا من ثلاثة مكونات، والذي يعتمد على: الخدمات اللوجستية، والخدمات التنظيمية، ومقدمي الخدمات المالية، وكل ذلك لتحسين عملية تأسيس الشركات والأعمال التجارية".
"نحن نمكن رواد الأعمال من تطوير أعمالهم التجارية بدءًا من الصفر. فباستخدام حاسبة التكلفة المصممة خصيصًا لدينا، يمكن لأي شخص تقدير تكلفة إنشاء شركة في منطقة ميدان الحرة بسرعة وسهولة. وبالإضافة إلى ذلك، تتيح ميزة التحقق من الاسم التجاري والجديدة كليًا لدينا، لرواد الأعمال التحقق من أسماء شركاتهم التجارية مجانًا قبل البدء في التقدم للحصول على ترخيص ".
وتشتمل مزايا الترخيص التي تقدمها منطقة ميدان الحرة على ما يلي:
● ملكية أجنبية بنسبة 100٪
● إمكانية إعادة رأس المال إلى موطنه (مصدره الأصلي خارج الامارات) دون قيود
● الاستثناء بنسبة 100٪ من الضرائب على الشركات والضرائب الشخصية
● مزايا الإعادة الكاملة للأرباح والأصول المالية
● سهولة إنشاء الحساب المصرفي
● الترخيص لأكثر من 3500 نشاط تجاري
وأوضح السيد/ أهلي "نحن نعلم أن كل عمل تجاري يعتبر فريدا من نوعه، لذلك نمنحك الحرية في تصميم رخصتك لتناسب احتياجات عملك التجاري، والدفع مقابل ما تحتاجه فقط".
"إن منطقة ميدان الحرة هي السلطة الوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقدم نموذج أعمال الدفع أولًا بأول للحصول على ترخيص لشركة ذات مسؤولية محدودة. حيث أن لدينا حزمًا وعروضًا مختلفة، بدءًا من خيارات الترخيص البسيطة بسعر : 12500 درهم إماراتي، ومن ثم بناء شركتك بما يشمل تكلفة التأشيرات، والمكتب المشترك أو مساحات العمل المشتركة، ووسائل الراحة للشركات، والمرافق، وما إلى ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، نقوم بتقديم خصومات بنسبة 15٪ على حزم وعروض إصدار التراخيص لأكثر من سنة بالنسبة للمهتمين بالتخطيط طويل الأجل لأعمالهم التجارية وشركاتهم."
وقد دخلت منطقة ميدان الحرة (MFZ) في شراكة مع البنوك الرقمية الكبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك: Wio Bank P.J.S.C، وبنك دبي التجاري، وبنك بارودا ، وذلك لتمكين المرخص لهم من فتح حساباتهم المصرفية بسرعة، حتى بدون وجود رصيد في الحساب. هذا ويمكنكم معرفة المزيد عن حلول الخدمات المصرفية للشركات والأعمال، هنا من خلال: مدفوعات ميدان.
كما تعمل "ميدان للتجارة" (Meydan Commerce)، وهي الحل الخاص بالمنطقة الحرة في صورة متجر إلكتروني، على مساعدة رواد الأعمال على بدء مشاريعهم وتسمح لهم بالبيع عبر الإنترنت على المواقع المحلية والدولية الكبرى مثل: أمازون ونون وول مارت وإنستغرام وسناب شات. كما يمكنكم معرفة المزيد عن ذلك هنا.
وتعمل منطقة ميدان الحرة أيضا على تسهيل أنشطة الاستيراد والتصدير السلسة لعملائها من خلال شراكاتها مع غرفة تجارة دبي ووزارة الخارجية وسلطة موانئ دبي وشركاء الميل الأخير مثل DHL.
مساعدة رواد الأعمال على التنقل في مجال الأعمال
سواء أكان الأمر يتعلق بإنشاء شركة جديدة أو إدارة وتوسيع مشروع قائم، فإن لدى رواد الأعمال الكثير من المهام المتعبة والمضنية التي يحتاجون للقيام بها لإنجاح نشاطاتهم التجارية. ولذلك فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قد سعت لتنمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسط وذلك من خلال قيام الدولة بتبسيط العديد من اللوائح وإدخال العديد من الأطر والكيانات الجديدة للمساعدة في تسهيل حياة هذه الشركات.
وباعتبارها واحدة من هذه الكيانات الداعمة، تساعد منطقة ميدان الحرة الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة على التغلب على العديد من التحديات الشائعة التي تعيق تقدمها. حيث سلط السيد/ أهلي الضوء على بعض هذه القضايا، ومنها:
● الحصول على تراخيص للشركات: إن بدء العمل التجاري هو أكبر خطوة لأي رائد أعمال طموح، وبالتالي فقد قامت منطقة ميدان الحرة (MFZ) بتبسيط عملية الحصول على تراخيص الشركات الجديدة ، وبالمساعدة في الحصول على الموافقات من الأطراف الثالثة عبر شراكاتها في النظام البيئي.
● التحديات اللوجيستية والقانونية: على الرغم من انخفاض الروتين والبيروقراطية اللازمة، إلا أن هناك بعض التحديات اللوجستية والقانونية التي ما زالت قائمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل القيود على الاستيراد. تقدم منطقة ميدان الحرة (MFZ) مساعدتها للشركات لاجتياز مثل هذه العوائق من خلال الشراكة مع مزودي الخدمات اللوجستية، بما في ذلك المستودعات، والمتاجر الكبرى، وبوابات الدفع، وكل ذلك من أجل تبسيط الأمور اليومية لعملائها.
● إنشاء الحسابات المصرفية للشركات: نظرًا للحذر الذي تبديه الدولة تجاه سوء السلوك المالي، فقد يستغرق إنشاء حساب مصرفي للشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة وقتًا طويلًا. وقد أبرمت منطقة ميدان الحرة (MFZ) شراكة مع البنوك وشركات الصرافة الأكثر موثوقية في الإمارات العربية المتحدة ومع مزودي الخدمات المالية، وذلك لجعل هذه العملية أسهل وأسرع، حيث يتم تقديمها من خلال خدماتها: Meydan Pay و Meydan Plus.
● مخاطر عدم الالتزام باللوائح: تحتاج الشركات إلى مواكبة أنظمة وقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة وقواعد السلامة الاجتماعية، حيث تعمل منطقة ميدان الحرة (MFZ) على ضمان مواكبة للشركات المرخص لها باستمرار للوائح والقوانين (الحالية والجديدة والمعدلة)، وذلك من خلال منشوراتها المدونة وتحديثاتها عبر عناوين البريد الإلكتروني الشخصية، حتى يتمكن المرخص لهم من تقديم لوائح المواد الاقتصادية الخاصة بهم (ESR Economic Substance Regulations) وأية متطلبات أخرى للامتثال في الوقت المحدد.
● الضرائب: أدخلت دولة الإمارات، في السنوات الأخيرة، ضرائب جديدة لتعزيز الصحة المالية للاقتصاد، حيث يتعين على الشركات سداد القيمة السليمة للضرائب في الوقت المحدد، خشية مواجهة الغرامات، وتقوم منطقة ميدان الحرة (MFZ) بتنظيم استشارات ضريبية احترافية مجانية حتى تتمكن الشركات من التحدث مباشرة إلى شركائها من الخبراء ومعرفة كيفية دفع ضرائبهم بكفاءة.
كما يمكن لأصحاب التراخيص أيضًا تطوير مجموعة معارفهم ومهاراتهم، هم وفرق عملهم، من خلال الاشتراك في أكاديمية ميدان (Meydan Academy)، وهي منصة تعليمية شاملة للتعلم الرقمي، توفر أكثر من 200 وحدة تدريبية.
ما بعد جائحة كوفيد 19 والتوقعات المستقبلية
نظرًا لكونها ملاذات تجارية، فقد كان تأثير الوباء مختلفًا على المناطق الحرة وشركاتها المسجلة مقارنة بشركات البر الرئيسي.
حيث أشار السيد/ أهلي في هذا الخصوص إلى أنه "لم يكن هناك سوى تباطؤ طفيف نسبيًا في الأعمال التجارية في المناطق الحرة، والتي شهدت تقدمًا هائلًا منذ ذلك الحين". وأضاف "خلال وبعد الوباء، عملت منطقة ميدان الحرة بجد لضمان استمرارية الأعمال واستعادة العمليات لشكلها الطبيعي. وبينما ظلت التحديات قائمة، فقد أدركنا أيضًا الفرص الجديدة، حيث عملت الاقتصادات على التعاون والتكامل الإقليمي جنبًا إلى جنب مع إصلاح السياسات وعمليات التطور التكنولوجي.
كما أوضح بأن المنطقة الحرة وضعت نفسها على أهبة الاستعداد للمستقبل خلال فترة الوباء من خلال إدماج الأشخاص والمنتجات والعمليات رقميًا. كما أعطى فريق عمل المنطقة الحرة الأولوية للتعافي المستدام المرتكز إلى شفافية أكبر في نظامها البيئي، ومشاركة الموظفين، والالتزام بحوكمة الشركات.
وتابع السيد/ أهلي قائلًا: "على الرغم من أن فيروس كورونا (كوفيد 19) قد أثر على المعنويات الاقتصادية، إلا أن منطقة ميدان الحرة قد اتخذت تدابيرًا حاسمة لمواجهة تأثير ذلك من خلال التركيز على الرقمنة وحملات التوعية وتوسيع نطاق المشاهدة عبر الإنترنت، إلى جانب مراجعة عروض القيمة والاستراتيجيات طويلة الأجل". ونتيجة لذلك كله، فقد أصبحت أعمالنا أكثر اكتفاءً ذاتيًا، مما جعلنا أكثر قدرة على التعامل مع أي أزمات مستقبلية".
ومن الآن فصاعدًا، ستواصل منطقة ميدان الحرة تركيزها على كونها منصة رقمية شاملة توفر حلول أعمال شاملة.
“نحن نتبع نموذج دبي، الذي يعتمد على استراتيجية دولاب الموازنة، وعلى دمج البنى التحتية اللوجستية والتنظيمية والمالية. وبالتالي، فلا يحتاج رائد الأعمال إلى إجهاد نفسه بأي شيء عند التأسيس؛ حيث يتم توفير جميع مفاتيح النمو اللازمة، ويتم الاهتمام بكل شيء".
“إن حمضنا النووي متجذر في الشراكات. كما نتطلع إلى تعزيز النظام البيئي لتأسيس الأعمال في دبي من خلال المزيد من الشراكات مع الهيئات التنظيمية ومقدمي الخدمات المالية والشركاء اللوجستيين ".
ويمكنك معرفة المزيد عن منطقة ميدان الحرة هنا.