ينهي العديد من الخريجين تعليمهم وهم متحمسون لبدء حياتهم المهنية، ولكن يبقى لديهم أيضًا القليل من الشكوك الذاتية فيما يتصل بالغرض من عملهم والوسائل اللازمة لتحقيق هذا الغرض. ومع ذلك، فيمكن للجامعات والمدارس مساعدة أولئك الذين يرغبون في تعلم كيفية تفعيل مواردهم بشكل صحيح.
لنأخذ على سبيل المثال ويليام بيرسون، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة Ocean Bottle، وهي الشركة التي ابتكرت زجاجات يمكن إعادة استخدامها مع لمسة خاصة، والتي اكتسبت قاعدة واسعة من العملاء من الشركات العالمية العملاقة في أقل من خمس سنوات، مثل: جوجل، وفيسبوك، وهولو، وباتاجونيا، ومرسيدس بنز، وفيرجين. إن كلية لندن للأعمال (LBS) هي المكان الذي أصبح كل ما يحتاج المرء للقيام به في المستقبل، وكيفية قيامه به، واضحًا تمامًا.
رجل أعمال لديه دعوة
انطلق بيرسون في مغامرة لمدة عام واحد غيرت من حياته، حيث عمل في البحر كعامل على متن يخت خاص عندما واجه فجأة واقعًا مزعجًا تمثل في تلوث المحيطات. "لقد كنت قد صادفت جزيرة ثيلافوشي بالمالديف، المعروفة أيضًا باسم "جزيرة القمامة"، وهي موقع مكب النفايات الذي يتم فيه حرق البلاستيك من المنتجعات وتركه حرًا لينجرف إلى المحيطات. حيث يقول: "لم أستطع محو الصورة من ذهني"، مضيفًا أنه عند عودته إلى اليابسة وسعيه للحصول على درجة الماجستير في الإدارة بكلية لندن للأعمال LBS عام 2017 "فقد أصبح مهووسًا بالناس والكوكب وجميع التحديات التي نحتاج إلى حلها خلال حياتنا".
ثم كانت تجربته الثانية عندما رأى بيرسون شخصًا يشرب للمرة الأولى من زجاجة يمكن إعادة استخدامها بكافتيريا كلية لندن للأعمال LBS. وهو يتذكر هذه اللحظة بوضوح. "كانت تلك اللحظة التي تبلورت فيها الفكرة عندي بوضوح. لقد كنت معجبًا بما كانوا يفعلونه، لكنني في الوقت ذاته أيقنت بأنه يمكنهم فعل أكثر من ذلك بكثير".
وفي نفس هذا الوقت تقريبًا، التقى بيرسون بشريكه المستقبلي في التأسيس، نيك دومان، من خلال الجلوس بالصدفة في محاضرتهما الأولى. وقد تقاسم الثنائي الاهتمام القوي بالتأثير البيئي وريادة الأعمال، والذي سيصبح أساس تعاونهما. يقول بيرسون: "لقد تلاقى عالمانا، وكان ذلك أمرًا رائعًا". وسرعان ما قرروا إطلاق شركة Ocean Bottle، التي تم تأسيسها عام 2018.
إن المفهوم بسيط بقدر ما هو طموح: فالزجاجات مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والبلاستيك المعاد تدويره والمرتبط بالمحيط، وكل زجاجة تباع تمول عملية الجمع لألف زجاجة بلاستيكية. وتهدف الشركة من ذلك إلى جمع ما لا يقل عن سبعة مليارات زجاجة بلاستيكية بحلول عام 2025، أي ما يعادل وزن رقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادئ، وتوفر لعملائها منصة لتتبع التأثير تسمح لهم بمراقبة جمع الزجاجات البلاستيكية وتأثيرها، وبالتالي تعزيز الشفافية. وتمكين بناء روايات مقنعة حول جهود الاستدامة.
التعاون والتواصل: قوة الشركاء والموجهين ذوي التفكير المماثل
لم تتحقق فكرة Ocean Bottle بين عشية وضحاها. فقد بدأ الأمر يصبح حقيقة بمجرد تسجيل بيرسون ودومان في برنامج Launchpad التابع لـكلية لندن للأعمال LBS، وهو برنامج يقوده الطلاب مع نظام بيئي حيوي وداعم لريادة الأعمال من الموجهين والأقران.
ولقد أصبح برنامج Launchpad مركزًا للعصف الذهني الإبداعي والتوجيه الاستراتيجي والدعم العملي، في حين قدمت لبيرسون الفرصة لتحسين خطة عمله وعرض أفكاره المبتكرة على المستثمرين المحتملين - وهي خطوة حاسمة في تأمين الموارد اللازمة لتحقيق رؤيته واقعًا ملموسًا في الحياة.
وفي الوقت نفسه، لعبت الحاضنة الموجودة في كلية لندن للأعمال LBS أيضًا دورًا رئيسيًا في المراحل المبكرة لشركة Ocean Bottle كشركة ناشئة وفي رحلة بيرسون كرائد للأعمال. وبوصفه محفزًا للابتكار، فقد ساعد بيرسون على اتخاذ خطوات كبيرة نحو تحويل مفهومه إلى منتج ملموس، وتقديم الدعم العملي والإرشاد والوصول إلى شبكات علاقات لا تقدر بثمن. وعلى سبيل المثال، فقد كانت المرشدة المتميزة جين خضير (المديرة التنفيذية لمعهد ريادة الأعمال ورأس المال الخاص التابع لكلية لندن للأعمال)، هي "حلال المشاكل" الأمثل بالنسبة بيرسون، حيث ساعدته على اجتياز كافة أنواع مشكلات الأعمال الصعبة وتعريفه بموارد عظيمة، على حد قوله.
مشاركة بعض الأفكار الهامة
الآن، وبعد أن أصبح في وضع يسمح له بمشاركة ما تعلمه، يحدد بيرسون ست خطوات لرواد الأعمال للاستفادة من خبراتهم في كلية إدارة الأعمال وتحويلها إلى نجاح تجاري:
- احتضان التجارب الشخصية: انتبه إلى تجاربك الحياتية التي قد تلهمك بالأفكار اللازمة لمواجهة التحديات العالمية.
- الجمع بين الشغف والتعليم: يمكن للتعليم أن يزودك بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحويل أفكارك إلى أفعال، خاصة عندما تتوافق مع شغفك.
- الاستفادة من الموارد المدرسية: توفر الجامعات والمدارس، من خلال حاضناتها ومسرعاتها وبرامجها الإرشادية، دعمًا لا يقدر بثمن للشركات الناشئة.
- تبني التعاون: تعاون مع الأفراد ذوي التفكير المماثل الذين يشاركونك رؤيتك وأهدافك.
- التواصل والحصول على الإرشاد: تفاعل مع شبكات الخريجين والموجهين الذين يمكنهم تقديم التوجيه والدعم والعلاقات القيمة طوال رحلتك في ريادة الأعمال.
- إدماج الأهداف القيمة في الأعمال التجارية: أنشئ نموذج عمل يتوافق مع شغفك، ويكون له تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة.
إنه بفضل ارتباطها بمدرسة لندن للأعمال والمشاركة النشطة في مبادرات مثل Launchpad، فقد حصلت شركة Ocean Bottle على اعتراف عالمي وتلقت دعمًا كبيرًا من شبكة كلية لندن للأعمال LBS الواسعة وقاعدة الخريجين. والأهم من ذلك أن نموذج أعمالها المربوط بتحقيق الهدف يتماشى تمامًا مع شغف بيرسون لحل مشكلة التلوث البلاستيكي في المحيطات. وهو يختتم حديثه قائلًا: "كل ما نقوم به يتمحور حول التأثير الاجتماعي والبيئي، وهذا هو سبب وجودنا كشركة".