يمكن القول بأن تجربة محمد خالد التعليمية في المدرسة شيئًا لم تترك له الكثير من الذكريات الجميلة مع الأسف. فبصفته متعلمًا بصرًيا، فقد كافح ضد الأساليب والممارسات المدرسية التقليدية، حيث كان يتوق إلى الأدوات التي يمكن أن تلبي احتياجاته الفردية وأسلوبه الخاص في التعلم. وكان خالد يعلم أنه ليس الوحيد الذي يستشعر هذا.
لا عجب إذن أن شرع خالد، بعد بضع سنوات، في تطوير حل تقني تعليمي مناسب لمشاكله التعليمية الشخصية التي كان يواجهها بالمدرسية والتي ما زال يواجهها عدد كبير من الآخرين، حيث أن هذا الحل يستوعب تفضيلات التعلم الفردية لكل شخص ويجعل التعليم أكثر سهولة وجاذبية.
وبالنظر لأنه لم تكن لديه ميزانية كافية وكان أمامه شهر واحد فقط لإنجاز هذا المشروع، فقد قام خالد وفريقه بتطوير منصة School Hack من شقته في مرسى دبي، حيث لم لديهم من وقود سوى شرائح البيتزا … وإصرارهم وعزيمتهم وتصميمهم الذي لا يتزعزع. فكما يوضح المؤسس والمدير التنفيذي الجديد، "لقد بدأت للتو ببناء هذا المشروع. لقد تخيلت نفسي - كيف كنت قبل عشر سنوات، عندما كنت في المدرسة، فقمت بصنع جميع الميزات التي كانت ستفيدني بكتابة ورقة بحثية أو النجاح باختبار. لقد صنعت [School Hack] كما لو كنت أصنعها لنفسي عندما كنت مراهقًا".
محمد خالد ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة School Hack
في غضون 19 يومًا فقط، حصل فريق العمل على أول منتج ذي جدوى (MVP)، وبعد أربعة أشهر من إطلاق المنصة في فبراير 2023، بلغ عدد المشتركين فيها مليون مشترك.
ويقدم التطبيق، المدعوم من نموذج تشات جي بي تي الثالث (GPT-3) المقدم من شركة OpenAI عددًا من الميزات المصممة لمساعدة الطلاب من جميع الأعمار على التعلم بشكل أفضل وأسرع بطرق بسيطة وبديهية. فعلى سبيل المثال، تسمح خاصية "دردش مع المستند" للمستخدمين بـــــ"التحدث" مباشرة إلى المستندات، والمساعدة على الفهم وتذكر المعلومات. كما يوفر روبوت المحادثة "اسأل أي شيء" المساعدة في الوقت الفعلي للحدث، حيث يعمل بمثابة رفيق دراسة واسع المعرفة، في حين يساعد تقرير الانتحال وأدوات إعادة الصياغة الطلاب والمدارس في الحفاظ على النزاهة الأكاديمية وضمان إنتاج الأعمال الأصلية.
من الجدير بالذكر أن خالد حريص جدًا على التأكيد على نقطة جوهرية: وهي أن لا يتم النظر لـSchool Hack على أنها وسيلة للغش. إن هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لخالد الذي يقول بهذا الصدد "سيتمكن [الطلاب] دائمًا من العثور على طرق للغش. والمنصة لا تهدف إلى الترويج للغش بل هي بمثابة تغيير لطريقة الدراسة والتعلم منذ البداية. فمن خلال توفير تجربة تعليمية شاملة، تتأكد School Hack من أن الطلاب لا يحفظون الإجابات فحسب، بل يشاركون بنشاط في المواد الدراسية ويحللونها".
نتائج مستفادة تم تعلمها من التسويق الحديث
يدرك خالد بأن اعتماد نهج التسويق الصحيح، بدءًا من العلامة التجارية للتطبيق، يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لاجتذاب الطلاب من الجيل Z، وشريحة العملاء الأساسيين في منصة School Hack، والسكان من ذوي الاهتمامات العابرة.
يقول خالد: "لا يوجد منتقدون أشد صرامة في العالم من الأطفال، ولاجتذابهم، فإنه يجب أن تكون على دراية بما يحلو لهم"، مضيفًا أنه تم اختيار اسم "School Hack " بناءً على الفكرة القائلة بأن"Gen Z متعود على المصطلحات الملفتة للانتباه والكلمات ذات المقطعين مثل: Facebook و TikTok، وهو شيء يمكنك قوله لصديقك سريعًا قبل أن ينتبه المعلم إليك". وبالمثل، فإن تصميم شعار School Hack مستوحى من شعار TikTok اللافت بلونيه الأبيض والأسود.
ومع ذلك، فإن الاسم الجذاب والشعار القوي ليسا هما العاملان الوحيدان وراء الشعبية الهائلة والسريعة لمنصةـ School Hack. ماذا أو من كان؟ هنا يدخل إيشان بهمجياني في الصورة، وهو مدير تسويق المنصة البالغ من العمر 18 عامًا والذي لعب دورًا مهمًا في انتقال School Hack من أداة لم يكن أحد يعلم بها إلى مورد تعليمي حقيقي.
كان بهمجياني قد بنى لنفسه بالفعل سمعة كمؤثر تعليمي ومدير عصامي في المملكة المتحدة عندما التقى به خالد لأول مرة. يوضح خالد ذلك: "لقد وجدته على الإنترنت ولم أصدق أنه كان يبلغ من العمر 18 عامًا فقط ويدير الأعمال التسويقية لـ12 قناة تعليمية أخرى على تيك توك". "كان عمره 18 عامًا وكان لديه شركته الخاصة، مما يعني أنه يفهم ريادة الأعمال بطريقته الفريدة. وفي اليوم التالي لرؤيتي لملفه الشخصي، أدركت أن والدته قامت بالنظر إلى بروفايلي على Linkedin أيضًا للتحقق منه. كنت أعرف أنني أريد العمل معه وتواصلت للتو معه ومع والدته". وبعد فترة وجيزة، دخل خالد وبهمجياني في شراكة، ولم يقتصر الأمر على تقديم دفعة لتطوير التطبيق فحسب، بل قاما أيضًا بتكوين رابطة قوية، أقرب إلى الأخوة.
دروس في النمو السريع
في غضون ذلك، دخل خالد عالم الألعاب، مستفيدًا من علاقاته الراسخة مع المؤثرين في مايكروسوفت لإنشاء محتوى مجاني على تدفقات Discord و Twitch وتعريف الطلاب تدريجيًا بالمزايا التعليمية للمنصة. ومن خلال نشر الكلمة حول منصة (تطبيق) School Hack في هذا المجتمع شديد التفاعل، اكتسب الفريق أول 100,000 مشترك في الأسابيع القليلة الأولى.
وبدافع من التزامهم بدعم التواصل الشفاف والإيجابي بين الطلاب والمعلمين، فإن خالد وفريق عمله يهدفون الآن إلى تحقيق مستوى جديد من تكامل الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم بأكمله. وهذا هو السبب في أنه في مايو 2023، وبعد أن بدأت المدارس في الانتباه، كشفت School Hack عن: SHP 2.0، وهي عبارة عن بوابة إلكترونية تعمل بالذكاء الاصطناعي للمؤسسات التعليمية والتي تمكنها من تنظيم استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي والإشراف عليه في بيئة خاضعة للرقابة.
إن طموح خالد بالنسبة لكل من الطلاب والمدارس يتمثل في تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ومسؤول، كما يطمح بأن يؤدي برنامج School Hack إلى تغيير طريقة تعلم الطلاب وتفاعلهم مع هذه التكنولوجيا القوية. وبناءً على ما أنجزه خالد في بضعة أشهر فقط، يبدو أنه في طريقه لتحقيق هذه الأهداف.