وخلال قمة أبوظبي الثالثة للمدن الذكية (التي ستعقد في الفترة من 31 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2023)، يركز العديد من أصحاب المصلحة في النظام البيئي للابتكار في الدولة على إنشاء إطار موحد لتحويل"أبوظبي"، عاصمة الإمارات العربية المتحدة إلى مدينة ذكية رائدة على مستوى العالم.
وفي الواقع، تصنف أبوظبي بالفعل كأذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن عام 2023، حيث تأتي في المرتبة 13 من بين 141 مدينة مدرجة في مؤشر المدينة الذكية ( IMD 2023 (SCI ، الذي صدر في أبريل الماضي، ووضع معايير عالمية معترف بها دوليًا للمدن الذكية منذ سنة 2019. ومن المثير للاهتمام أن أبوظبي، إلى جانب دبي، هما المدينتان الوحيدتان في قائمة أفضل 20 مدينة في العالم على المؤشر المذكور ، واللتان لا تقعان في أوروبا أو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (المدن الأمريكية غائبة بشكل ملحوظ عن هذه القائمة).
وفي الواقع، تستثمر أبوظبي منذ فترة طويلة في عدد من مشاريع المدن الذكية، ودمج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في مختلف القطاعات، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، ورؤية الإمارات 2021، ورؤية أبوظبي الاقتصادية 2030. وفي عام 2010، كانت أيضًا أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة العالمية للمدن الذكية المستدامة (WeGO)، وهي رابطة وجمعية دولية قائمة على عضوية الحكومات المحلية ومقدمي حلول التكنولوجيا الذكية والمؤسسات الملتزمة بتحويل المدن إلى مدن ذكية مستدامة، من خلال تسهيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وتحافظ دولة الإمارات العربية المتحدة على مكانة رائدة متصاعدة في هذا المجال بالرغم من أن مفهوم المدينة الذكية نفسه في تطور مستمر.
مزج التكنولوجيا والاستدامة والإنسانية
في البداية، كانت المدينة تعتبر مدينة ذكية إذا استخدمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتبادل المعلومات مع الجمهور، وتوفير نوعية أفضل من الخدمات الحكومية ورفاهية المواطنين.
إلا أن تعريف المدينة الذكية قد توسع في السنوات الأخيرة،إلى ما هو أبعد من مجرد استخدام التكنولوجيا ، ليشمل مزيجًا أوسع من الابتكار التكنولوجي والاستدامة ورفاهية المواطنين.
واليوم، تُعرّف "المنظمة العالمية للمدن الذكية المستدامة" WeGo المدن الذكية بأنها "المدن التي تضمن الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الدائمة من خلال:
-
استغلال قوة التقنيات الرقمية.
-
إشراك قادة المدينة والمجتمعات المحلية.
-
التكامل بين القطاعات والتخصصات.
-
الوصول إلى الاستثمار من أجل تنمية المدن الذكية المستدامة
وذلك لتحسين كفاءة التشغيل والخدمات الحضرية، ونوعية الحياة، والازدهار الاقتصادي والخدمات الاجتماعية.
وبعبارة أخرى، فإن المدينة الذكية تعمل على خلق وتفعيل التآزر بين التنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي لضمان مستقبل متقدم وشامل ومستدام للجميع. وبعيدًا عن النهج التكنولوجي البحت والجامد، فإن المدن التي تريد أن تكون أكثر ذكاءً هي بحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على الإنسان أيضًا، مما يعكس "التغيرات العميقة في الطريقة التي سيتم بها تصميم المدن الذكية (والمدن بشكل عام) وإدارتها"، كما يقول التقرير.
وتحدد منصة أبحاث الشركات الناشئة المعروفة باسم "StartUs Insights"، أهم 10 اتجاهات للمدن الذكية في عام 2024:
أبوظبي تسير بخطى ثابتة نحو التحول إلى مدينة ذكية
يسلط تقرير مؤشرات المدن الذكية (SCI) لسنة 2023 الضوء أولاً على المواقف – الاستجابات بالنسبة لثلاثة جوانب رئيسية للخصوصية واستخدام المدفوعات عبر الإنترنت.
وفقًا للاستبيان:
-
75.2% من المشاركين على استعداد للتصريح عن بياناتهم الشخصية.
-
90.6% من المشاركين يشعرون بالارتياح فيما يتعلق بتقنية التعرف على الوجوه.
-
91.9% من المشاركين يشعرون بأن توفر المعلومات عبر الإنترنت قد زاد من ثقتهم في السلطات.
-
68.2% من المشاركين يقومون بمعاملات يومية غير نقدية.
ويظهر التقرير أيضًا أن المشاركين يقولون إن أبوظبي أصبحت أكثر ذكاءً في بعض المجالات الرئيسية، وهي:
1) الصحة والسلامة:
-
الإبلاغ عبر الإنترنت عن مشاكل الصيانة المدنية يوفر حلًا سريعًا: 80.8%
-
يسمح موقع ويب أو تطبيق إلكتروني للمقيمين بالتبرع بسهولة بالأغراض غير المرغوب فيها: 76.8%
-
أدت خدمة الواي فاي العامة المجانية إلى تحسين إمكانية الوصول إلى خدمات المدينة: 72.8%
-
كاميرات المراقبة جعلت السكان يشعرون بالأمان: 87.2%
-
يتيح موقع ويب أو تطبيق إلكتروني للمقيمين بمراقبة تلوث الهواء بشكل فعال: 60.4%
-
أدى نظام جدولة المواعيد الطبية عبر الإنترنت إلى تحسين إمكانية الوصول: 86.2%
2) التنقل:
-
أدت تطبيقات مشاركة السيارات إلى تقليل الازدحام: 65.1%
-
التطبيقات التي توجهك إلى مكان متاح لوقوف السيارات قد أسهمت في التقليل من وقت المواصلات: 73.6%
-
أدت القدرة على استئجار الدراجات إلى تقليل الازدحام: 68.4%
-
ساهمت القدرة على جدولة المواعيد عبر الإنترنت ومبيعات التذاكر في تسهيل استخدام وسائل النقل العام: 81.8%
-
توفر المدينة معلومات عن الازدحام المروري عبر الهواتف المحمولة: 80.5%
3) الأنشطة
-
أدت إمكانية شراء تذاكر العروض والمتاحف عبر الإنترنت إلى تسهيل الحضور: 88.7%
4) الفرص (العمل والمدرسة)
-
الوصول إلى قوائم الوظائف عبر الإنترنت سهّل العثور على عمل: 78.7%
-
يتم تدريس مهارات تكنولوجيا المعلومات بشكل جيد في المدارس: 77.0%
-
الخدمات التي تقدمها المدينة عبر الإنترنت جعلت من السهل بدء عمل تجاري جديد: 77.0%
-
سرعة الإنترنت الحالية وموثوقيتها تلبي احتياجات الاتصال: 85.9%
5) الحوكمة
-
أدى وصول الجمهور إلى الموارد المالية للمدينة عبر الإنترنت إلى الحد من الفساد: 70.1%
-
أدى التصويت عبر الإنترنت إلى زيادة المشاركة: 67.3%
-
أدى وجود منصة على الإنترنت حيث يمكن للمقيمين اقتراح الأفكار إلى تحسين الحياة في المدينة: 73.3%
-
أدت معالجة وثائق الهوية عبر الإنترنت إلى تقليل أوقات الانتظار: 83.1%
وأخيرًا، يصنف الاستطلاع المجالات ذات الأولوية التي اعتبرها المشاركون الأكثر ضرورة بالنسبة لمدينتهم, لمعالجتها - مع تسليط الضوء على فرص الحلول المبتكرة وتوفير خارطة طريق للتنمية المستقبلية:
-
السكن ميسور التكلفة: 72.0%
-
توفير العمالة: 52.0%
-
البطالة: 50.0%
-
الخدمات الصحية: 34.4%
-
ازدحام الطرق: 29.7%
-
تلوث الهواء: 26.8%
-
المساحات الخضراء: 26.5%
-
المواصلات العامة: 26.4%
-
التعليم المدرسي: 23.5%
-
المرافق الأساسية: 21.6%
-
مشاركة المواطنين: 20.8%
-
إعادة التدوير: 20.5%
-
الحراك الاجتماعي: 18.7%
-
الأمن: 16.4%
-
الفساد: 12.4%