وقد قامت Startup Genome بتاريخ 20 سبتمبر 2023 ، باصدار "تقرير التوسع"، وهو دراسة فريدة لفترة ممتدة من الزمن ، تجمل 11 عامًا من البحث الأولي مع ما يقرب من 100,000 من مؤسسي الشركات الناشئة على مستوى العالم. ويركز التقرير على الخصائص الفريدة للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة والتي تنجح في أن تصبح شركات ناشئة قابلة للتوسع - حيث تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار أو أكثر في غضون أربع إلى ثماني سنوات - ويقدم خارطة طريق لرواد الأعمال والمستثمرين وبناة النظم البيئية على حد سواء.
لمحة سريعة عن مشهد التوسع العالمي
- تأهلت 12.4 ألف شركة ناشئة لطور التوسع في عام 2023.
- تم تأسيس أكثر من نصف تلك الشركات (3.7 ألفًا) بين عامي 2006 و2016، وكانت مجموعة ما تم تأسيسه منها خلال الفترة: 2013-2016 هي الأكبر.
- 33%(4.1 ألف) تم تأسيسه على يد مؤسسين تسلسليين.
- القطاعات التجارية: 9% (1.1 ألف) من الشركات تركز على إحداث التأثير، و2.2 ألف هي في مجال التكنولوجيا العميقة، و1.8 ألف في مجال صناعة الأدوية الحيوية، و1.7 ألف في مجال التكنولوجيا المالية.
- المناطق الجغرافية: أعلى الدول من حيث التقييم المشترك للتوسع هي الولايات المتحدة والصين والهند والمملكة المتحدة وكندا. وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة العربية الوحيدة في قائمة أفضل 25 شركة، المرتبة 22، بفضل شركاتها الناشئة ال38 والتي نجحت في جمع التمويل من مصادر رأس مالية استثمارية بقيمة اجمالية قدرها 8 مليارات دولار. ومن المثير للدهشة أن 60٪ من جميع الشركات الناشئة لا يزال مقرها في أمريكا الشمالية. وقد يكون هذا بسبب حقيقة أنه منذ عام 2020، تلقت الولايات المتحدة كمية من الاستثمارات رأس المالية المغامرة أكثر من بقية دول العالم الأخرى مجتمعة.
- انخفضت استثمارات رأس المال المغامر عالميًا في الشركات المتوسعة، حيث كانت قد ارتفعت إلى 576 مليار دولار في عام 2021 بنسبة 41% ، إلا أنها انخفضت لتصل إلى 338 مليار دولار في عام 2022، ويبدو أن ذلك سيستمر في التباطؤ في عام 2023 حيث تم جمع حوالي 114 مليار دولار فقط حتى الآن.
إن قيمة عمليات التوسع على مستوى العالم الآن تبلغ 17 تريليون دولار، أي 53% من قيمة جميع شركات التكنولوجيا، حيث تم الاستحواذ على 19% منها (2.4 ألف)، بينما تم طرح 13% منها (1.6 ألف) للاكتتاب العام.
ما الذي يحول الشركة الناشئة إلى شركة واسعة النطاق
إن 4.6% فقط من الشركات الناشئة تصبح شركات واسعة النطاق على مستوى العالم، وذلك وفقًا لتقرير التوسعة الذي يوضح بالتفصيل العوامل المختلفة التي تحدد قدرة الشركات الناشئة على التوسع إلى 50 مليون دولار وتقييمات أعلى من ذلك، والتي يقع بعضها تحت سيطرة مؤسسيها بخلاف البعض الآخر.
1- النظام البيئي للشركات الناشئة
حددت Startup Genome أربع مراحل في دورة حياة النظم البيئية للشركات الناشئة والتي تؤثر بشكل كبير على فرص الشركة الناشئة في التوسع: التنشيط، والعولمة، والجذب، والتكامل.
"يزداد معدل التوسع بشكل كبير بناءً على مكان إنشاء الشركة الناشئة. ويقول التقرير إن 2.5% فقط من الشركات الناشئة التي تم تشكيلها في أنظمة بيئية تمر بمرحلة تنشيط، نجحت في التوسع إلى 50 مليون دولار أو أكثر من حيث التقييم، في حين أن 8.7% من الشركات الناشئة التي تم تأسيسها في أنظمة بيئية تمر بمرحلة تكامل، نجحت في التوسع إلى 3.5 مرة". وهذا يعني أنه من المهم للغاية بالنسبة للحكومات وهيئات الابتكار، القيام بسن السياسات الصحيحة بعناية في الوقت المناسب وبميزانيات كبيرة لتنمية وإنضاج النظام البيئي للشركات الناشئة المحلية."
وقد كانت النتائج هائلة: فعلى سبيل المثال، عندما ينتقل النظام البيئي من مرحلة التنشيط إلى مرحلة العولمة من خلال مضاعفة العدد الإجمالي للشركات الناشئة، فإن التأثير يكمن في مضاعفة عدد الشركات المتوسعة بمقدار أربعة أضعاف.
2- شبكات العلاقات
- إن الترابط المحلي، الذي يتعلق بحجم شبكات العلاقات المحلية وكثافتها وجودتها، له تأثير كبير على قيمة النظام البيئي ومعدلات نجاح الشركات الناشئة، وهو يتزايد مع عدد العلاقات الجيدة فيما بين المؤسسين، وتلك التي بين المؤسسين والمستثمربن.
- يوفر الترابط العالمي، وهو درجة الروابط الدولية بين أصحاب المصلحة في النظام البيئي، للمؤسسين إمكانية الوصول إلى المعرفة العالمية والاتصالات الشخصية التي يمكن أن تدعمهم في التحول للعالمية.
- العملاء الأجانب: عندما تستهدف الشركات الناشئة العملاء خارج حدودها منذ مرحلة مبكرة، فإنها تبدأ في تطوير منتجاتها وخدماتها للأسواق العالمية، بدلًا من اسواقها الوطنية فقط ، حيث يؤدي ذلك إلى توسيع قاعدة عملائها المحتملين، ومضاعفة إمكانات نموها. ومع اكتسابها قوة جذب، تزيد قدرتها على زيادة رأس مالها التوسعي.
- الوصول إلى الأسواق العالمية، حيث يأتي 50% أو أكثر من عملاء الشركات الناشئة من خارج قارتهم، وهو ما يُترجم إلى أعلى معدل للتوسع. يوضح التقرير: "يمكن أن يُعزى هذا في الغالب إلى الشركات الناشئة التي تصمم منتجاتها وخدماتها لتناسب الأسواق العالمية حقًا – ولا يتعلق الأمر بخارج بلدها فقط، بل خارج قارتها، مما يزيد بشكل كبير من قاعدة عملائها المحتملين". حيث تستهدف بعض الشركات أسواقًا عالمية منذ يومها الأول، وهو ما يعد أكثر فاعلية للشركات الناشئة القائمة على أنظمة بيئية متخصصة في دعم المراحل العمرية المتأخرة.
3- فريق العمل
يعد الفريق الذي يقف وراء الشركة الناشئة أمرًا حيويًا لنجاحها أو فشلها، وهذا يشمل خبرة أعضاء الفريق، وموقعهم الفعلي، والمزايا الوظيفية الخاصة بهم.
- تتمتع الشركات الناشئة التي تضم قادة للنمو ممن لديهم خبرة تجارية في أسواق الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة قبل التوظيف بمعدلات توسع أعلى بكثير (أكثر من الضعف).
- إن الحصول على مشورة المؤسسين وكبار المديرين التنفيذيين الأكثر نجاحا من خلال تقديم الأسهم لهم يزيد بشكل كبير من فرصة الشركة الناشئة في التوسع بنجاح، "حيث يتم مضاعفة ذلك عند الانتقال من حالة عدم وجود مستشارين إلى وجود واحد أو اثنين منهم، ويزداد ذلك مرة أخرى بأكثر من 50٪ من خلال تأمين ثلاثة أو أربعة مستشارين"، كما يظهر التقرير. ولسوء الحظ، بأن 20% فقط من الشركات الناشئة على مستوى العالم تحصل على دعم ثلاثة مستشارين أو أكثر من خلال تقديم الأسهم لهم.
- إن المؤسسين الذين يمنحون خيارات أسهم الموظفين (ESOP) لجميع موظفيهم يزيدون بشكل كبير من فرصهم في التوسع. فهو يزيد من تحفيز الموظفين والاحتفاظ بهم، ويبني روح الفريق والالتزام.
4- الحمض النووي الريادي
وكما قال مارك بينزيل، مؤسس ورئيس شركة Startup Genome: "في كثير من الأحيان، يسعى رواد الأعمال الناجحون على نطاق واسع للحصول على شهادات جامعية، وينتقلون لاكتساب خبرة النمو المفرط، ويطلقون شركاتهم الخاصة في سن 30 إلى 40 عامًا. إنه طريق مشترك لتطوير الطموح والمعرفة وشبكات العلاقات الكبيرة قبل اتخاذ وثبة الإيمان."
- ينجح رواد الأعمال التسلسليون، الذين لديهم ارتباطات محلية أكبر من رواد الأعمال لأول مرة، في بناء عمليات توسيع لنطاق أعمالهم بمعدلات أعلى بما يزيد عن 10%.
- وبالمثل، فإن المؤسسين الذين لديهم خبرات سابقة في النمو المفرط (الخبرة في شركة ناشئة توسعت بسرعة إلى حجم كبير جدًا) لديهم معدل توسع أعلى بنسبة 85%. ويمكنهم "تسخير خبراتهم التي لا تقدر بثمن في النظم البيئية ذات شبكات العلاقات الأقوى، والمزيد من المعرفة والمواهب، والمزيد من التمويل - مما يزيد من فرص التوسع بشكل كبير".
- إن تحقيق الثراء هو أقوى نتيجة طبيعية ، بين خيارات التحفيز ، لنجاح التوسع. وفي الواقع، فإن المؤسسين الذين يتمتعون بثروات أكبر هم أقل حظًا من حيث فرص النجاح في توسعة شركاتهم من أولئك الذين يعتمدون على الأصدقاء الأثرياء - ليس فقط للحصول على الدعم المالي، إنما أيضًا للحصول على التحفيز أو المشورة أو الإلهام أو العلاقات مع المستثمرين أو العملاء أو الشركاء.
- يعد نجاح التوسع أكثر شيوعًا بين المؤسسين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عامًا، سواء من حيث معدل التوسع أو العدد المطلق لعمليات التوسع.
- يتوالى نجاح التوسع أيضًا مع زيادة عدد المؤسسين حتى أربعة، ثم ينخفض (ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود حالات كثيرة للشركات الناشئة التي تضم خمسة مؤسسين أو أكثر).
- ليس للمستوى التعليمي الأعلى تأثير ملحوظ على المؤسسين بعد المستوى الجامعي. ومع ذلك، فإن حصول المؤسسيين على شهادات جامعية مرتبط بنجاحهم في التوسع أكثر من المؤسسين الذين لا يحملون شهادات جامعية (أكثر من 30%) .
5- السوق المستهدفة
تتمتع الشركات الناشئة التي تعمل بنظام البيع من شركة لشركة (B2B) فقط بمعدلات توسع أعلى من تلك التي تعمل بنظام B2C فقط أو المختلطة.
في الختام، يوضح تقرير التوسعة أن "المؤسسين الذين يتطلعون إلى تحسين فرصهم في التوسع يجب أن يتأكدوا من أنهم يقدمون خيارات حيازة الأسهم لجميع الموظفين، وأن لديهم أكثر من خمس روابط وشبكات عالمية مع أفضل النظم البيئية، وأن يكون لديهم ثلاثة مستشارين على الأقل لشركتهم الناشئة. إن الترابط العالمي، ووجود مستشارين مؤهلين، وتقديم حوافز قوية للموظفين في شكل خيارات أسهم، تعد أمورًا بالغة الأهمية لتوسيع نطاق النجاح.