إن قصة إدوارد حمود، مؤسس أطعمة سويتش ومقرها الإمارات العربية المتحدة، هي أشبه بسيمفونية مكونة من عدة عناصر، منها التراث العائلي، والرؤى العالمية، والالتزام الثابت بالاستدامة - مما يرسم صورة حية لرجل أعمال يسعى وراء تحقيق التأثير.
ولكونه قد وُلـد في عالم لريادة الأعمال، فقد نسجت قصة إدوارد حمود بخيوط الابتكار منذ بدايتها. فهو ينحدر من سوريا، حيث أحاطت به مجموعة من رجال الأعمال. "لقد نشأت في بيئة أعمال عائلية"، يقول حمود، وهو يتتبع جذور روح المبادرة لديه.
لقد أسهم هذا النسيج العائلي القوي في إشعال شرارة أرشدت إدوارد خلال رحلته التي استمرت مدى الحياة، وتعزيز شغفه بخلق القيمة المضافة، وتوجيه المرء لمصيره بنفسه، وترك علامة لا تمحى في تاريخ البشرية.
لقد أخذت التجارب حمود من قلب سوريا إلى المدى الواسع للشركات الأمريكية والأوربية. ومع ذلك، فقد كانت بوصلته تشير دائمًا إلى المساعي الأولى لعائلته في مجال ريادة الأعمال، حيث أدى ذلك إلى إنشاء مجموعة "المنال" عام 2006، وهي مجموعة شركات لتصنيع الأغذية تطورت لتصبح واحدة من أكبر الشركات في سوريا. وقد كان هذا الفصل بمثابة منعطف محوري، حيث وجدت روح المبادرة لدى حمود أبعادًا جديدة. وهو يوضح ذلك قائلًا: "كانت الفكرة دائمًا هي إعادتها (أي: المجموعة) إلى سوريا والاستمرار في تنمية وتوسيع أعمال العائلة".
وعلى أية حال، فمع تطور الأحداث السياسية (في سوريا)، كان على حمود أن يتكيف ويعيد تشكيل رؤيته في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت نشأة سويتش تتويجًا لتجارب لا تعد ولا تحصى. "سويتش هي بمثابة محصلة لتجارب حياتي"، وفقًا لما يقوله حمود، مسلطًا الضوء على الدور المحوري الذي لعبه كل جانب من جوانب رحلته. وقد جاء هذا الوحي متصاحبا جنبًا إلى جنب مع فهمه للأضرار البيئية لصناعة الأغذية، حيث تتحول لهجته إلى نبرة الجدية حين يكشف قائلًا: "هذه واحدة من القطاعات القليلة في العالم التي تولد حاليًا 30% من النفايات في موقع المنشأ و30% من النفايات في موقع الوجهة، أي 60% في المجمل، وهذا جنون. إنها ثاني أكبر قطاع تنبثق عنه النفايات في العالم بعد قطاع النفط والغاز".
وبالنسبة لحمود، فقد تجاوز هذا المسعى مجرد استبدال اللحوم، حيث تعلق الأمر بإعادة تشكيل التصورات. وهو يشرح ذلك قائلًا: "لا توجد أم في هذه المنطقة تقلي مكعبات الدجاج الجاهزة لأطفالها على الغداء"، مسلطًا الضوء على غياب البدائل المناسبة للعائلات العربية غير شطائر البرغر ومكعبات الدجاج المقلي. وقد ركز عرض شركة سويتش على سد هذه الفجوة وتوفير خيارات يسهل الوصول إليها ومألوفة ثقافيًا.
ومثل العديد من رواد الأعمال الآخرين، فقد واجه حمود مهمة شاقة تتمثل في تأمين التمويل اللازم لتحقيق رؤيته. وبالنظر إلى مصداقيته وخبرته وشبكة المستشارين، فقد تمكن من التغلب على تعقيدات جمع التبرعات.
ومن الجدير بالملاحظة أن تحدي التمويل - وهو التحدي الدائم لرواد الأعمال - لم يسلم منه حتى إدوارد. وتؤكد نصيحته لرواد الأعمال الطموحين مساره المهني حتى الآن: "اجلب الأموال من أسواق رأس المال الاستثماري الناضجة، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، ثم تتبعها الأموال من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". ويركز إدوارد على قيمة المصداقية والسجل التاريخي للمؤسس في بناء ثقة المستثمرين. ويضيف حمود: "قالوا لي (أي: المستثمرين) - نحن نحب نموذج عملك الذي يمثل 5% في شركتك، ولكن 85% من استثمارنا هو فيك كمؤسس".
ومع نجاحه في تأمين التمويل اللازم، فقج شعر إدوارد بمسؤولية كبيرة تجاه مستثمريه وفريق عمله وعملائه. وقد دفعه ثقل هذه المسؤولية إلى العمل بلا هوادة، ودون ترك مجال للفصل بين العمل والحياة. فقد آمن إدوارد بالقيادة عن طريق تقديم القدوة وشعر بالضغوط الناجمة عن ثقة الناس فيه - سواء المستثمرين الذين منحوه مواردهم المالية، أو موظفيه الذي ائتمنوه على لقمة عيشهم.
وترتكز سويتش على ثلاث أركان هي: لم شمل قطاع الأغذية المبعثر، وتخفيف الأثر البيئي لهذا القطاع، وصياغة توافق قوي بين منتجات الشركة والسوق. ويقول إدوارد: "لم أستطع النوم في اليوم الذي تلقيت فيه الشيك (الاستثماري) الأول"، كاشفًا عن حجم المسؤولية العميقة المرتبطة بتأمين التمويل.
كانت الرحلة إلى مشروع سويتش محفوفة بالعقبات. فقد كان اجتياز تعقيدات تطوير المنتجات والتكنولوجيا والمعدات والأوضاع التنظيمية بمثابة اختبار. وقد شرع حمود في استكشاف التكنولوجيا والمكونات وخبرة الطهي، حيث أجرى مشاورات مع علماء الأغذية والمهندسين وخبراء الطهي، مستفيدًا من مخزونه المعرفي الذي كان قد بناه على مر السنين. والنتيجة؟ كانت نجاحه إنتاج خط مقنع للغاية من المنتجات النباتية لدرجة أنه حتى خلال الاختبارات العمياء، لم يتمكن المستهلكون من تمييزها عن اللحوم الحقيقية. ويقول حمود بفخر: "اليوم، عندما نقوم بإجراء اختبار أعمى، فإن الناس لا يستطيعون معرفة أن هذا ليس لحمًا".
إن الوقت، والذي يمثل موردًا محدودًا، هو الرفيق الدائم لرجل الأعمال. حيث يعترف حمود قائلًا: "بالنسبة لمؤسس الشركة الناشئة ،فإنك في سباق دائم مع الوقت. فالوقت هو أكبر عدو لك".
إن الضغط للتغلب على العقبات، وتأمين المد بالأموال، وتطوير المنتج، وإطلاقه في السوق يخلق بيئة تتصف بأن كل يوم هو بمثابة سباق مع الزمن. ومع ذلك، تكشف رحلة حمود أيضًا أن الوقت يمكن أن يكون صديقًا، بحيث أنه يمحص رواد الأعمال ويقوي عزيمتهم. ومن خلال التقلبات والمنعطفات والتطورات المختلفة خلال رحلة شركة سويتش، فقد وجد حمود نفسه يصقل مهاراته، ويتعلم من النكسات، ويحسن رؤيته. إنه يقدم السلوان لزملائه رواد الأعمال الآخرين من خلال كلماته التالية: "لا بد أنكم ستمرون بمثل هذه الظروف (فلا تقلقوا)".
وقد أتى تفاني حمود بثماره عندما وصلت منتجات سويتش إلى الرفوف بعد عام، مما يمثل إنجازًا كبيرًا تم تحقيقه من خلال المثابرة والذوق الحسن". لقد نجحنا بالوصول إلى رفوف السوبر ماركت، وبعد 12 شهرًا، كان التأثير واضحًا، حيث أن سويتش لم تقدم للمستهلكين بديلًا محليًا جذابًا لمنتجات اللحوم وبأسعار معقولة فحسب، بل حفزت أيضًا تحولًا في إدراك المستهلكين لمنتجاتنا ونظرتهم إليها"، فقد كشف حمود بأن المستهلكين يتخذون الآن قرارات واعية لانتخاب الخيارات النباتية عند إعداد الأطباق العربية الأساسية مثل: الكفتة والسجق، مما يغير طريقة تفكيرهم في الطعام.
وهناك العديد من الفوائد البيئية المحتملة الأخرى أيضًا مثل: تقليل التأثير البيئي، وتحسين النتائج الصحية، وتحقيق قفزة رائدة نحو عادات أكل مستدامة.