في حين أن منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، معروفة تقليديًا بوفرة احتياطيات الوقود الأحفوري لديها، فقد بدأنا نرى بوادر موجة الطاقة المتجددة.
ووفقًا لشركة الاستشارات الخاصة Mordor Intelligence، من المتوقع أن يصل سوق الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط إلى سعة مقررة (أي: إلى الحد الأقصى لكمية الكهرباء التي يمكن إنتاجها) مقدارها: 59,656 ميجاوات بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 13.43٪ من 2022 إلى 2027. ومن المتوقع أن تشهد السوق الإماراتية على وجه الخصوص نموًا كبيرًا نتيجة المشاريع القادمة والمبادرات الحكومية.
وتعمل المشاريع الحالية وقيد التطوير في كافة أنحاء الدولة، مثل مدينة مصدر، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ومشروع حتا لطاقة الرياح، على النهوض بقطاع الطاقة المتجددة، ضمن النطاق العام لاستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تمثل خطة وطنية شاملة، تهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي الطاقة المنتجة في البلاد.
وفي أبوظبي، تعد مدينة مصدر المذكورة أعلاه، والتي هي أحد أبرز المشاريع التنموية الحضارية المستدامة، من بين المؤسسات التي تقود هذه الحملة على مستويات متعددة، بما في ذلك دعم الشركات الناشئة في مجال الطاقة والاستدامة.
ومن بين تلك الشركات Volts، وهي شركة تقنية ناشئة تعمل على تطوير وحدات بطاريات مدمجة وسهلة الاستعمال للاستخدام المنزلي والتجاري، حيث يمكن للعملاء تركيب الألواح الشمسية أو توربينات الرياح، والتي تنتج الطاقة للاستهلاك خلال النهار، مع تخزين الفائض داخل بطاريات Volts لاستخدامها في الليل.
وقد قال ألكسندر كيانيتسا، الشريك المؤسس لشركة Volts بــأن هذا يسمح للأفراد والشركات بأن يكونوا "مستقلين تمامًا عن الشبكة"، مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الخاصة بهم إلى الصفر. وأما بالنسبة للأفراد الذين يرغبون في الاحتفاظ باتصال بشبكة الكهرباء الوطنية - ربما كخيار احتياطي لضمان راحة البال - فإنهم قادرون على ذلك.
وكانت Volts قـد تأسست في عام 2019، حيث يقع مقرها الرئيسي في مدينة مصدر. وهي مدعومة من The Catalyst (ذا كاتاليست أو "المحفز")، والتي تعد أول شركة ناشئة تعمل في مجال تسريع برامج التكنولوجيا النظيفة في المنطقة. وكانت مدينة مصدر قد قامت بالاشتراك مع شركة الطاقة العملاقة بريتيش بيتروليوم BP بإنشاء الشركة المذكورة، وذلك لمساعدة الشركات الناشئة على تسريع أعمالها من خلال التمويل والتدريب والإرشاد. ومن خلال The Catalyst، أتيحت الفرصة لشركة Volts للعمل مع مصدر و BP في مشاريع للطاقة المتجددة، والتي ربما كان سيكون من الصعب على شركة كيانيتسا الولوج إليها لولا مشاركتهم في هذا المسرع، مما سمح له بتنمية محفظة Volts وشبكتها.
دافع أخلاقي للاستدامة
تحدث كيانيتسا عن عملاء شركته (Volts)، الذين يشملون أطياف الB2C و B2B، فقال "إن كلا الفئتين متحدتان من خلال نظرتهما المشتركة للمستقبل، والسعي إلى أن تصبح 'خضراء'، الأمر الذي يعتبر جديرًا بالملاحظة ذلك لأن الطاقة المشتقة من الوقود الأحفوري لا تزال أرخص بكثير من الطاقة النظيفة، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعني أساسًا أن هؤلاء الأفراد والشركات يتحملون عن طيب خاطر أعباء مالية إضافية، من أجل مصلحة الكوكب.
ووفقًا لـكيانيتسا، فإن هذا الشعور يتنامى إقليميًا وعالميًا، حيث يزداد الوعي بالمخاطر المحيطة بتغير المناخ.
كما قال كيانيتسا: "لقد شهدنا [تحولًا] ضخمًا نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية". "إنه اتجاه عالمي: في الشرق الأوسط، في أوروبا، في امريكا، و في العديد من البلدان".
وبدعم من الجهود الحكومية، لا بد من زيادة معدلات التبني للطاقة النظيفة.
ويكمن الخبر السار في أن تكنولوجيا الطاقة المتجددة أصبحت ميسورة التكلفة بحلول العام، على نحو ما لاحظنا بالنسبة لأسعار السيارات الكهربائية على مدار العقد الماضي، على سبيل المثال.
وقد أوضح كيانيتسا "نقوم باستخدام بطاريات أيونات الليثيوم في وحدات تخزين الطاقة الخاصة بنا في شركة Volts". حيث "انخفضت أسعار هذه البطاريات إلى خمس ما كان عليه قبل ثماني سنوات".
"الألواح الشمسية أصبحت أرخص ، كما أصبحت تكنولوجيا البطاريات أرخص أيضًا."
ويسلط كيانيتسا الضوء على الدورة المتمثلة في أنه كلما ازداد الاستثمار والتبني الذي يراه القطاع ، فسيصبح سعر التكنولوجيا أرخص، مما سيؤدي إلى مزيد من التبني بعد ذلك.
خطط مستقبلية
بينما تمثل الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط السوق الرئيسية لشركة Volts، فإن التركيز الرئيسي لهذه لشركة الناشئة هو أن تجد لنفسها مكانة كشركة عالمية ذات وجهات تصدير مختلفة، من داخل أبوظبي.
وفي هذا الخصوص قال كيانيتسا: "لدينا بالفعل بعض المحاولات (التجارب) في أوروبا، في دول مثل السويد وسويسرا ولوكسمبورغ". "أوروبا هي واحدة من الرواد القادة في مجال الطاقة المتجددة، لـذا فإن هذا السوق ضخم حقًا."
وبالإضافة إلى ما سبق، فمن أجل تعزيز مسار النمو المتوقع، ومع وجود منتجات جديدة مثل شواحن السيارات الكهربائية قيد الإنشاء، تعمل شركة Volts على تحديد المستثمرين في جولتها الأولى للتمويل.