لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان قد شهدت بعض الخطوات الإيجابية والكبيرة في الآونة الأخيرة لتحسين الإدارة المصرفية والمالية للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، ومع ذلك فلا تزال هناك العديد من التحديات في هذا المجال.
ونتيجة لذلك، فقد رأينا العديد من حلول التكنولوجيا المالية تظهر على الساحة لدعم هذه الشرائح السكانية المحرومة، لا سيما مع الدور الهائل الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في تشكيل الاقتصاد.
ومن بين هذه الحلول الجديدة هي Xpence، وهي منصة ذكية لإدارة نفقات الأعمال مقرها مركز دبي المالي العالمي وتخدم بشكل أساسي الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة. وقد شارك في تأسيس الشركة سعد وزين أنصاري وكونستانتين دانيلكوف وحسين الهرز في عام 2019، حيث بدأت عملياتها في البحرين في أوائل عام 2021، ثم في الإمارات العربية المتحدة خلال الربع الثالث من عام 2022.
وتمنح Xpence عملاءها من الشركات الرؤية الكاملة والتحكم في نفقاتهم، وتقدم لهم عددًا من المزايا مثل: إمكانية استصدار بطاقات حساب حقيقية وافتراضية لموظفيهم، والفوترة الرقمية المبسطة، والمحافظ متعددة العملات، وإمكانية أتمتة معالجات الدفع.
تمكين الشركات من خلال منصة رقمية مبسطة
يتم دعم العرض الرئيسي للشركة الناشئة (أي Xpence)، والمتمثل في بطاقات المصاريف المدفوعة مسبقًا للموظفين، من خلال الشراكة مع شركة Visa والمصارف التقليدية، مما يسمح للشركات بوضع ضوابط وحدود للإنفاق الفردي بالنسبة لكل بطاقة. كما تعمل الإمكانيات الموجودة في التطبيق - كالمراقبة الحية المباشرة (في الوقت الفعلي لحدوث المعاملات) والمتابعة الآلية للسجلات - على التخلص من الحاجة إلى التقارير المملة للنفقات، كما أنها تعزز الكفاءة، وقد تساعد الشركات أيضًا في توفير الأموال على المدى الطويل.
وفي حديثه مع منصة أبوظبي للأعمال، أوضح سعد أنصاري، الرئيس التنفيذي لشركة Xpence، أن أوجه القصور في المنطقة من حيث الخدمات المصرفية للشركات الصغيرة والمتوسطة وإدارة الشؤون المالية قد شكلت فرصة لتحويل هذا القطاع بالكامل، وهو ما سعى سعد إلى معالجته.
وينبغي ذكر أن إدارة النفقات ما هي إلا واحدة من خدمتين تركز عليهما الشركة حاليًا، في حين تدور الخدمة الثانية حول تبسيط المدفوعات من الشركة إلى العميل (الــB2C) الخاصة بالشركات، من خلال تمكين الشركات من إرسال فواتير متوافقة مع ضريبة القيمة المضافة للعملاء مع روابط دفع مضمنة ومدرجة لتبسيط معالجة المعاملات. كما يمكن القيام بذلك عبر الواتساب أو البريد الإلكتروني أو القنوات والوسائل الأخرى.
الحصول على الموافقات
وكما هو الحال مع أي تكنولوجيا مالية، فإن الحصول على الموافقات والتراخيص من المنظمين غالبًا ما يكون أحد أوائل العقبات التي تواجه مشروعًا كهذا.
وبالنسبة إلى Xpence، فقد كانت هذه العقبة سهلة الاجتياز نسبيًا وذلك لأن هذه الشركة الناشئة كانت تقدم خدماتها بدعم من شركة Visa والبنوك التقليدية. وبهذا الشكل، فلو أخذنا بطاقات العملاء المدفوعة مسبقًا كمثال، فإن الأموال المخصصة لهذه البطاقات ستكون متاحة داخل حساب في أحد البنوك المحلية. وقد أدى ذلك إلى تسهيل الحصول على الضوء الأخضر من الجهات التنظيمية في أسواقها الحالية، خاصة وأنه لم يكن هناك ترخيص يغطي نشاط إدارة النفقات للشركة في بعض الأحيان.
وقد أشار أنصاري إلى أن حصولنا على [الدعم من] تقريبُا أكبر تكنولوجيا مالية في العالم، شركة Visa، فإن هذا يضفي مقدارًا هائلًا من المصداقية لما نفعله". وفي الإمارات العربية المتحدة، ترتبط بطاقات Xpence ببنك المشرق.
الطريق أمامنا
ووفقًا لأنصاري، فقد تغير مشهد التكنولوجيا المالية إلى الأبد، وتغيرت طريقة دفع كل من الشركات والعملاء. فمع ظهور الثورة الرقمية، والتي تعود أساسًا إلى الوباء، فلا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لتمكين الشركات من رقمنة مواردها المالية وإدارة الإنفاق.
وبالنظر إلى كل هذا، فإن الشركة تخطط للتوسع في سوقين جديدين هذا العام، وهما المملكة العربية السعودية ومصر، حيث أنها مدعومة بمبلغ إجمالي يقدر بعشرات الملايين تم الحصول على أغلبه من مستثمرين سعوديين، بما في ذلك المكاتب العائلية والمستثمرين الملاك وبعض الأفراد البارزين.
وعلى جانب المنتج، فإن أنصاري وفريق عمله بستكشفان مجالًا جديدًا، ما سيجعلهم يتعمقون في مجال إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة. حيث قال أنصاري إنها "فرصة هائلة"، وهي فرصة تجتذب العديد من اللاعبين لمحاولة العمل في هذا المجال ومعالجة تحدياته.