لو كانت القدرة على التكيف شخصًا، لكان هذا الشخص هو مريم حساني.
مريم حساني ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة زيلوس
فكما اعترفت هي بنفسها، تولت حساني أول وظيفة مؤسسية لها عام 2018، حيث كان لديها العديد من الاهتمامات المختلفة التي يتعين عليها اختيار واحدة فقط من بينها، وبالتالي فقد اختارت وظيفة تسمح لها بمواصلة البحث عن ذاتها المهنية، وهي وظيفة: مستشارة استراتيجية في شركة: آرنست ويونج، وهي تشرح ذلك قائلة: "لم أكن أعرف تمامًا المكان المناسب لي، [لذلك] فقد انجذبت نحو الاستشارات الإدارية، حيث يمكن أن تتاح لي الفرصة لتجربة الكثير من الأشياء المختلفة". ولم يكن هذا الفضول شيئًا جديدًا عليها، حيث أنه قد دفعها إلى التخرج من جامعة نيويورك - أبوظبي في العلوم السياسية مع ثلاثة مجالات ثانوية مختلفة أخرى هي: الدراسات القانونية والأفلام ووسائل الإعلام الجديدة.
وقد يكون الفضول أيضًا هو السبب الذي جعلها، خلال فترة عملها كمستشارة، مفتونة بسرعة بالنظام البيئي لريادة الأعمال والتساؤل المستمر حول كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف وبصورة أفضل. ولكونها ليست ذاك الشخص الذي يقف على الهامش ولا يحرك ساكنًا، فسرعان ما أدركت أمرين: الأول هو أنه لفهم رواد الأعمال وتقديم المشورة لهم بطرق مفيدة، فإنها بحاجة إلى تجربة ريادة الأعمال بنفسها. "كيف يمكنني أن أعمل في هذه الوظيفة وأقوم بهذا الدور الاستشاري المهم للغاية لرعاية هذا النظام البيئي دون أن أكون قد مررت بنفس الوضع شخصيًا وكونت خبرة عملية شخصية كمؤسس؟" وفقًا لقولها.
والسبب الآخر هو أن خبراء التكنولوجيا يعانون في القدرة على التواصل والاتصال والتحدث مع بعضهم البعض. وفي الواقع، فقد أدت رغبتها في التعمق وراء الكواليس إلى ملاحظتها الثاقبة لعدد من النقاط النيرة حول النظام البيئي التكنولوجي في الإمارات العربية المتحدة وتحدياته، لا سيما الفجوة في التواصل والاتصال. "أنا الآن في منصة Hub 71، حيث طاقة الابتكار واضحة ضمن مساحة العمل المشترك. ولكن عندما تمشي داخل تلك المساحة، فإنه من الغريب أنك تلاحظ بأن الكل جالسون في عزلة - كل مع نفسه مرتديًا سماعة الرأس. وبالتالي يبدأ انطباع واضح في التكون عندك بأنه على الرغم من أن الناس متواجدون (جسديًا) هنا ، إلا أنه من الصعب الاقتراب منهم أو الوصول إليهم"، كما تقول.
لقد قامت السيدة حساني بمقاومة هذا التناقض: أي مساحات العمل المشتركة، حيث يبدو أن "التشاركية" قد تم اختزالها فقط بالتقاسم المكاني للمكتب مع الأسف. "يؤكد الأشخاص الذين ينضمون إلى مساحات العمل المشترك أن احتياجاتهم الأساسية هي في الواقع مقابلة الغير؛ لكن الناس بحاجة لرؤية اتصالاتهم من خلال البيانات وليس فقط بشكل شخصي".
ومن ناحية أخرى ، فإن مناسبات التواصل والشبكات المهنية قد تكون مربكة وغير منظمة في الكثير من الأحيان، مما يؤدي للتضحية بالجودة على حساب الكم. ومن المثير للاهتمام، أن السيدة / حساني قد وجدت أنه في هذا السياق "يحاول كل فرد في هذه المناسبات الاستفادة من بعض الأنظمة التناظرية وجعلها تعمل لصالحه، مثل أخذ الصور الشخصية ("السيلفي") وتوزيع بطاقات العمل، حيث لم تكن هناك طريقة أفضل في السابق للعثور على المجتمع والالتقاء به والبقاء على اتصال معه".
وبالتالي فقد كانت الخطوة المنطقية التالية هي أن توصلت حساني إلى مفهوم منصة "زيلوس": وهي منصة تستفيد من البيانات لتبسيط التواصل والقضاء على المتاعب والغموض والارتباك المرتبط غالبًا بالطرق التقليدية للتواصل. وهي تشرح ذلك قائلة: "نريد تبسيط هذا النظام [...] بحيث يمكن للأفراد التركيز حقًا على إقامة اتصالات مفيدة مع شخص ما وعدم الانشغال بأعمال الإدارة أو الاستغراق في الشواغل الأخرى".
جعل الاتصالات محسوبة ومدروسة وهادفة أكثر
إن القيمة الفريدة التي تقدمها شركة زيلوس تتمثل في أنها تعمل خارج قيود الزمان والمكان، مما يسمح للمستخدمين بالعثور على مجتمعهم والالتقاء به والبقاء على اتصال معه أثناء التنقل، على العكس مما يتم عبر الأحداث والمناسبات والبرامج التقليدية. وعلى سبيل المثال، فإن ما يتم أثناء مؤتمر ما هو أنه "يتم تصنيف وتجميع كل شخص في هذا الحدث على الواجهة الخلفية لـــزيلوس وهم بالفعل في حالة تواصل مستمر قبل الحدث نفسه وأثناءه وبعده بشهور وسنوات"، كما تقول حساني التي توضح بأنه: نتيجة لذلك، فلا يفوت المستخدمون أبدًا الصلات المهنية المهمة بالنسبة لهم فلا داعي للقلق بشأن التحقق باستمرار من الأشخاص أو الاعتماد على المصادفة. "حتى إذا لم تسنح لك الفرصة لمقابلة الشخص المناسب، فإنك لم تفقد هذه الفرصة بعد، فنحن ننبّهك عندما يكون من تود الاتصال بهم في مكان قريب ونخبرك متى يحين الوقت المناسب للتواصل معهم"، على حد قولها.
كذلك فإن هذا التطبيق سهل الاستخدام للغاية، حيث لا يتطلب من المستخدمين سوى تقديم المعلومات الأساسية عنهم فقط مثل: الاسم والدور والملف الشخصي على لينكد إن. كما تلعب الإحالات والتزكيات دورًا مهمًا في الحفاظ على جودة المجتمع، مما يضمن ملاءمة الأعضاء للمنصة، بينما يعمل نظام التغذية الراجعة الداخلي على تحسين تجربة المستخدم.
لقد تابعت السيدة / حساني شركة زيلوس في البداية كمشروع شغوف إلى جانب مسؤولياتها الأخرى. وكانت هذه فرصة مثالية لها لمساعدة النظام البيئي وفهم احتياجات الشركات الناشئة مع اكتساب الخبرة المباشرة. ولكن في يونيو 2022، تم إطلاق الشركة في دبي، ومنذ ذلك الحين فقد أقامت شراكات مع هيئات بارزة مثل: مركز الشارقة لريادة الأعمال، والمنطقة الإبداعية. وفي يونيو، تم عرض التطبيق في نفس يوم العرض الخاص بشركات أوربيت الناشئة، حيث اكتسب التطبيق قوة جذب داخل مجتمع الشركات الناشئة. وتقول حساني في هذا الخصوص: "كان هناك حوالي 45 شخصًا حاضرين، 36 منهم كانوا قد سجلوا على تطبيق زيلوس واستخدموه اعتبارًا من ذلك الحدث".
وفي الواقع، تعتمد استراتيجية النمو الخاصة بــ زيلوس جزئيًا على حضور الأحداث والمناسبات في الإمارات العربية المتحدة، للاستفادة من العدد الكبير من الحضور، بما في ذلك رواد الأعمال المتجولون وأعضاء النظام البيئي. تقول حساني: "نحن نعتمد نوعًا ما على حقيقة أنهم سيعودون إلى وطنهم [...] لقد تلقيت للتو إشعارًا من صديقي في لندن بأن هناك صلات مهنية محتملة حوله هناك".
وفي حين لا تزال زيلوس في مهدها مع 220 متابعًا، يعمل فريقها المتنامي والمكون من ستة موظفين متحمسين بجد لجعلها مربحة، ويقومون باستمرار بالاعتناء بخدماتهم استعدادًا للإطلاق الرسمي الصعب.